ينطلق استفتاء تحديد مصير جنوب السودان غدا, وهو الاستفتاء الذي نصت عليه اتفاقية السلام التي أنهت حربا أهلية استمرت 20 عاما. وهناك عدة أسئلة وأجوبة تدور حول هذا الموضوع. * لماذا الرغبة في الانفصال عن البلد الأم؟ رسمت الدول الاستعمارية الكبرى حدود السودان الحديث، مثل بقية الدول الإفريقية الأخرى، دون النظر للهويات العرقية والدينية للسكان. ويتحدث سكان شمال البلاد اللغة العربية ويعتنقون الإسلام، بينما يتشكل الجنوب من عدد من الأقليات العرقية يعتنق غالبيتهم المسيحية إلى جانب ديانات إفريقية أخرى. إلا أن وجود العاصمة السياسية في الخرطوم، في شمال السودان، جعل الكثير من سكان جنوب البلاد يتحدثون عن وجود تمييز ضدهم، كما شعر الكثير من الجنوبيين بالسخط نتيجة للمساعي الهادفة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على جميع أنحاء البلاد بما فيها مناطقهم التي تسكنها غالبية مسيحية. * من سيشارك في الاستفتاء؟ سيفتح الباب أمام الجنوبيين فقط للمشاركة؛ ما جعل الكثير من المراقبين يرجح الخروج بنتيجة تؤيد انفصال الجنوب. وتعيش الغالبية العظمى من المقترعين في مناطق الجنوب، لكن حكومة الجنوب حثت السكان أينما كانوا على المبادرة بتسجيل أسمائهم. ويشترط النظام أن يشارك 60 % من المسجلين في عملية الاقتراع لاعتبار الاستفتاء شرعيا. ويتخوف مراقبون من أن تسهم نسبة الأمية المرتفعة في جعل المشاركة أمرا صعبا. * ما الخطوة التالية؟ تستمر عملية الاقتراع على مدى أسبوع كامل. وفي حال جاءت نتيجة الاقتراع هي الانفصال، فإن دولة إفريقية جديدة ستكون أمرا واقعا، أي ستة أعوام تماما من توقيع اتفاقية السلام بين شمال السودان وجنوبه. * هل جنوب السودان جاهز للانفصال؟ الإجابة الصريحة على هذا السؤال هي لا. ويرى مراقبون أن البنية التحتية بجنوب السودان ليست على مستوى يكفي لتقديم خدمات للسكان المحليين البالغ عددهم نحو ثمانية ملايين نسمة.