انتقد نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بالرياض عبدالعزيز العجلان شباب وشابات الأعمال تعجلهم في امتلاك مؤسسات استثمارية عملاقة وإدارة أرصدة بالملايين في البنوك رغم أنهم في بداية الطريق، ولا يجب مقارنة وضعهم الحالي بكبار المستثمرين الذين عانى معظمهم الأمرين حتى يصل إلى تلك المرحلة، ناصحا هؤلاء الشباب بعدم تعجل بلوغ المراتب العليا وعدم الاستعلاء وازدراء أي عمل شريف، وقال إن بعضهم يريدون ارتقاء السلم بدءا من الدرجة العاشرة وهذا مستحيل، كما أن بعضهم تأثر بثقافة «التيك أواي» في التعامل مع أمور التجارة والاستثمار بشكل سريع ودون دراسة جادة للمشاريع. وعاب العجلان خلال عرض تجربته الاستثمارية بغرفة الرياض على بعض الآباء والأسر بأنهم لا يكرسون وقتا لنصح الأجيال الجديدة بما يحتاجون إليه من رصيد لتجاربهم ومعارفهم ودفعهم إلى المشاركة العملية ليتعلموا من تجاربهم ومعاناتهم، ورأى أن الطفرة الاقتصادية الأولى أثرت سلبا في فكر وأداء الشباب اليوم، وقال: «إن ما كنا نقبله نحن في شبابنا يرفضه الشباب اليوم، وقد يحلمون بوظائف مديرين، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بعد التجربة والعمل الجاد الشاق، ومن الخير لهم أن يعملوا مشروعا صغيرا أفضل من انتظار وظيفة مرموقة قد لا تأتي». وقدم العجلان ملمحا من سيرته ونشأته والدروس التي تعلمها من مرافقته لوالده الراحل محمد سعد العجلان وشقيقه عبدالله العجلان نبذة مختصرة عن تاريخ أسرة العجلان في عالم التجارة والأعمال. ووصف شخصية والده التجارية، بأنه كان «رجلا استثنائيا ومدرسة تجارية» تعلم هو منها الكثير، وحقق كل طموحاته في عالم التجارة دون أن يتنازل عن مبادئه وأخلاقه، حتى مع منافسيه، مشيرا إلى أن والده فتح فرص التعليم بالتجريب للأبناء، واشترط على الابن بأن يأتي إلى مكان العمل عندما كان راغبا في امتلاك «سيكل» فتعلم الطفل من هذا الدرس أن الملكية لا توهب فقط وإنما تكتسب بالجهد. وقال إنه رافق والده في الهند الذي أوكل له أول مهمة عمل خارجية، ولم ينتقده والده عندما لم يوفق في حل المشكلة، لكنه في التجربة الثانية ببيروت بدا أكثر نضجا في معالجة التكليف فكافأه الوالد.. «مع التلميح بأن تصرفه الحالي أفضل بكثير من أسلوبه مع تلك التي كانت في الهند». وسرد العجلان جانبا من التجارب الصعبة التي مر بها هو وشقيقه عبدالله بعد وفاة الوالد في منتصف السبعينيات لكنه أثنى على كل زملاء الوالد الذين وقفوا إلى جانبهم عندما رغبوا في حصر التركة، وفي كل محطة من محطات سرد التجربة يتوقف العجلان لاستخلاص الدروس كالصبر والحكمة والإيثار وعدم قبول المال الحرام والتواضع وغيرها من الصفات الحميدة. وانتقل العجلان للحديث عن تجربة «شماغ البسام» الذي تنتجه شركته منذ سنوات داخل المملكة، فأشار إلى أنه كان يصنع في البداية في بريطانيا، وكانت شركة والده تمثل وكيل الشركة البريطانية المنتجة في المملكة، وروى قصة إهداء الشركة الشماغ إلى الملك خالد بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وأوضح أن شركته ظلت تطالب بالحصول على ترخيص من الشركة البريطانية لإنتاج الشماغ داخل المملكة، واستمرت المفاوضات لمدة 20 عاما، لافتا إلى صعوبة التفاوض مع الإنجليز، وقال إن أول شماغ وطني تم تصنيعه داخل المملكة تشرفت الشركة بإهدائه للأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي قبل الشماغ مشجعا الشركة على ترسيخ أقدامها في الإنتاج بالمملكة. وسرد العجلان قصة علاقته بغرفة الرياض وهي التي بدأت بطرفة معروفة عندما أراد أن ينوب عن والده الذي كان عضوا بمجلس إدارة الغرفة فقال له الأمين العام في ذلك الوقت صالح الطعيمي «سوف ندعوك عندما نعقد لحفل عرس لكن هذا مجلس إدارة ولا تستطيع أن تنوب عن والدك فيه»، وبعد ذلك بأعوام قرر عبدالعزيز العجلان أن يخوض تجربته الانتخابية الأولى لعضوية مجلس إدارة الغرفة ففشل فيها ثم أعاد التجربة في الدورة التالية فنجح بنسبة كبيرة ليدخل الغرفة عضوا في قيادتها من بوابتها الشرعية «الانتخابات». واعتبر العجلان القطاع العقاري من أفضل منافذ الاستثمار في المملكة وأكثرها أمانا واستقرارا لكنه قال إن معظم كبار تجار العقار دخلوا ميدان العقار من حقل التجارة بعد أن تشكل لديهم الفائض الذي يؤهلهم لدخول العقار – وقال إن العقار في تطور ونمو في المملكة ولا يزال أمامه فرص كبيرة للنمو لكنه دعا لإقامة محافظ عقارية تساعد الشباب للدخول إلى هذا المجال وفق ضوابط ورقابة جيدة لضمان الحقوق