لم يكن أحد يتخيل أن يكون خالد الرشيد نجم الكرة السعودية والهلال السابق في يوم من الأيام طريح الفراش في مستشفى حكومي دخله بصعوبة بالغة، والأدهى أن الرشيد نجم التسعينيات الهلالية يعاني مرضا شديدا في القلب منذ أكثر من 20 يوما كان في أغلبها حبيس غرفة العناية المركزة ولا يزوره إلا لاعب هلالي واحد، فيما بناته الأربع في حالة يرثى لها.. حالة الرشيد كانت بعيدة عن الإعلام حتى قيض الله له «عديل» اللاعب السابق خالد التيماوي الذي نقل معاناته إلى زميلهما فيصل أبواثنين ثم خرجت مبادرة حملة التبرعات التي دعمها رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد وآخرون يبتغون وجه الله ولا نزكي على الله أحدا.. «شمس» زارت الرشيد في المستشفى العسكري بالرياض وأجرت معه هذا الحوار الذي تفاعل معه النجم السابق من أعماق قلبه.. في البداية.. نريد أن تطمئن قراء «شمس» عن حالتك الصحية ومدى استقرارها؟ أحمد الله على كل ما يصيبني، وحالتي الآن أفضل من ذي قبل وخاصة أنني خلال ال20 يوما الماضية كنت في العناية المركزة، ولكني حاليا وبالتحديد خلال اليومين الماضيين شعرت بتحسن وأستطيع التحدث ومعرفة من حولي، والآن أشعر ببعض الحرارة في جسمي ولأول مرة تحصل لي منذ خروجي من العناية المركزة، وهي متعبة. كيف تدهورت حالتك الصحية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهذا الشكل المخيف؟ كنت متعبا ومنهكا بصورة كبيرة وذلك لوجود التهاب بالصمام، حيث وجد فيه جرثومتان والتهاب في الرئتين، ومع العلاج والمضادات التي تعطى لجسمي ولله الحمد استجابت الرئتان للعلاج والصمام كذلك، ولكن تبقى حاليا الحرارة الموجودة بجسمي حيث تصل إلى 40 درجة، وإن شاء الله تسير الأمور بشكل أفضل. وأود أن أذكر أنه خلال تواجدي في العناية المركزة لم أكن أعلم بوجود أحد بجانبي، ولم أكن أعرف من يأتي إلي، وخلال اليومين الماضيين أصبحت أعرف من الذي يتواجد وأتحدث بشكل طبيعي، وفي نفس الوقت أصبحت الحرارة مرهقة بعض الشيء لدرجة أني لا أستطيع الوقوف على قدمي من شدة الحرارة، كما أن هناك ألما بسيطا في الجهة اليمنى من الصدر. بينما كانت استجابتي بشكل بطيء جدا وتعذبت فيها قليلا، حيث كانت المضادات مرهقة بشكل كبير، وأحمد الله أني حاليا أفضل من قبل، ولأني أريد العافية فلابد أن أصبر حتى أتمكن من الرجوع للبيت، إن شاء الله. ماذا قال الطبيب المعالج عن حالتك؟ ومتى سيأذن لك بالخروج؟ الطبيب حاليا متحير جدا من عودة الحرارة بجسمي مرة أخرى، لأن الصمام على حسب قول الطبيب جيد مع مضاعفة العلاج، وبالنسبة لعودة الحرارة سيتأكدون منها عبر زراعة دم، وسننتظر ثلاثة أيام حتى تظهر النتيجة وبذلك يستطيع الطبيب معرفة أسباب مشكلة الحرارة. أما موعد مغادرتي للمستشفى فهو بيد الله سبحانه وتعالى. من زارك من لاعبي الهلال؟ كان هنالك اتصالات من بعض اللاعبين مثل: خالد التيماوي وحسين المسعري ومدير الكرة بنادي الهلال الكابتن سامي الجابر، وهناك لاعب واحد فقط زارني من لاعبي الهلال هو منصور الأحمد، في الوقت الذي زارني فيه عدد من اللاعبين من أندية أخرى ومنهم حسين هادي لاعب النصر سابقا وفيصل النصار مستشار الأمير سلطان بن فهد وأشكرهم على ذلك، ولكني ألتمس للاعبي الهلال العذر لعدم حضورهم، وأعتقد أنهم مشغولون، وعندما يعلمون سيتصلون أو يحضرون إلى المستشفى للاطمئنان علي. كيف ترى مبادرة إدارة نادي الهلال في تخصيص دخل مباراة الهلال والوحدة لك؟ وماذا عن مبادرة جماهير «الزعيم» بوضع رقم حساب خاص باسمك للوقوف معك؟ مبادرة كريمة وغير مستغربة من إدارة نادي الهلال، والأمير عبدالرحمن بن مساعد متعود على الوقوف مع النادي أو من ينتمون للنادي من لاعبين. وبالتأكيد أشكر كل من وقف إلى جانبي وعلى رأسهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد وخالد التيماوي وفيصل أبو اثنين ومنصور الأحمد. وبالنسبة لجمهور الهلال فلا أعرف كيف أشكرهم على وقفاتهم، فهو جمهور كبير ومتعاون ومتعاضد عكس جماهير الأندية الأخرى، وأحمد الله أولا وأخيرا على انتمائي للهلال، وأفتخر أني مع جمهور يعتبر عائلة واحدة، خصوصا أنهم دائمو الوقوف مع اللاعبين الذين خدموا النادي طوال مشوارهم الكروي سواء في الصحف اليومية أو الإنترنت، وكلمة شكر قليلة في حقهم، وأتمنى أن تكون هذه المبادرة في ميزان حسناتهم، وأسأل الله ألا يريهم مكروها ولا يحرمهم الأجر. هل كنت تنتظر المزيد من رئيس نادي الهلال؟ الأمير عبدالرحمن بن مساعد رجل كريم وصاحب أياد بيضاء على الكل، وإن شاء الله الخير سيأتي ولن يقصر في ذلك، ولن أزيد على ذلك إلا بقول «اللي يجي من الله حياه الله». لماذا لم يتم علاجك في مستشفى خاص كبير أو خارج المملكة؟ طبعا الأمور المادية هي العائق الوحيد الذي كان أمامي، ولا أخفيك سرا فأنا ليس لدي دخل شهري حتى أستطيع أن أذهب للخارج للعلاج خصوصا أنه مكلف للغاية، وحتى المستشفيات الخاصة أصبحت غالية ولكن الحمد لله على كل حال، فهناك بعض الشباب السعوديين جزاهم الله خيرا فتحوا لي ملفا في المستشفى العسكري حيث يتم علاجي، ورغم صعوبة فتح ملف بالمستشفى العسكري إلا أنني استطعت ذلك عن طريق شقيقي لأنه عسكري، وبالفعل دخلت وحصلت على سرير بعدما شاهدوا وضعي الصحي المتدهور الذي لا يتحمل التأخير حيث سارعوا بإدخالي غرفة العناية المركزة. وماذا عن أوضاع الأهل منذ دخولك للمستشفى قبل ثلاثة أسابيع وحتى الآن؟ بالتأكيد نفسياتهم أصبحت سيئة جدا، وخاصة بناتي الأربع: منيرة 13 سنة، وشوق في الخامس الابتدائي، ولطيفة ست سنوات، وخلود أربع سنوات، فقد أصبحت حالتهم يرثى لها من كثرة البكاء، وخصوصا خلال ال20 يوما التي كنت فيها بالعناية المركزة، حيث لم يكن يستطعن الجلوس معي؛ لأن الزيارة كانت ممنوعة، وبكاؤهن أصعب علي من آلام المرض نفسه، ولكن بعد خروجي من العناية أصبحت الزيارة مفتوحة، وبالفعل زرنني وشعرن بسعادة بالغة. كلمة توجهها لأعضاء شرف نادي الهلال.. ماذا ستقول فيها؟ أعضاء شرف النادي جميعهم يد واحدة وخدماتهم معروفة وجلية لخدمة النادي، وهنالك أعضاء يدعمون ولكنهم لا يظهرون بالإعلام، وأود أن أشكر من وقف معي من أعضاء الشرف، كما أشكر كل من اهتم لشؤوني وبناتي الأربع. وكلمة لرئيس الهلال إبان تمثيلك للنادي الأمير بندر بن محمد؟ ورئيس النادي الحالي؟ الأمير بندر بن محمد أعتبره أبا قبل أن يكون أميرا أو رئيسا للنادي، فقد وقف معي في عمليتي الأولى التي أجريتها في لندن وقفة رجل، وأشكره جزيل الشكر، ولكنه لم يظهر حتى الآن في مرضي هذا، وأتمنى أن يكون المانع خيرا لأنه دائما ما يظهر في الوقت المناسب كما عهدته. وبالنسبة للأمير عبدالرحمن بن مساعد فهو صاحب وقفات معروفة، ولن أستطيع أن أوفيه حقه من الثناء، وأتمنى أن يزورني لأن زيارته تعتبر شرفا لي ووساما أضعه على صدري، وإن شرفني بالزيارة «الله يحييه وعين لحاف وعين رأس». في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها وعدم وجود مدخول مادي تعتمد عليه .. حدثنا عن طبيعة سكنك وحياتك اليومية؟ الحمد لله على كل حال، حاليا أسكن في بيت مؤجر وليس ملكا. ومن يلتزم بدفع الإيجار خصوصا أنك لا تعمل؟ أخي الكبير فهد هو من يدفع المبلغ كاملا .. الإيجار وصل إلى 30 ألفا والحمد لله الذي من علي بأخ يقف معي. وأخيرا.. كلمة تطمئن فيها الجمهور عامة والهلالي بشكل خاص عن حالتك الصحية؟ أقول لهم إن خالد الرشيد منذ يومين وهو بصحة أفضل وحالة جيدة، وأشكر كل من سأل عني ودعا لي، ولا أخفيك أني أشاهد دعواتهم لي في منتدى الزعيم والهلال والمنتديات وردودهم في الصحف اليومية، وسواء كنت لاعبا قديما أو حاليا فجمهور الهلال وفي، وأحمد الله على حب الناس لي حتى الآن رغم تركي الملاعب .