يجري الاقتراع على المرشح لرئاسة الجمهورية الإيطالية سرا في البرلمان، وهو يحتاج إلى أغلبية بنسبة الثلثين لانتخابه. وإذا لم تسفر جولتا اقتراع عن فائز، فتكفي الأغلبية المطلقة من الجولة الثالثة. وبموجب الدستور، فإن الرئيس هو المخول بتكليف الحكومة الجديدة بعد أن يجري مشاورات مع زعماء الأحزاب من جميع الأطياف السياسية قبل ترشيح من يرى أنه يتمتع بالفرصة الأفضل للحكم. ومن مفارقات الرؤساء في إيطاليا أنهم يرفضون عادة تجديد فترة ولايتهم التي تستمر لمدة سبعة أعوام متواصلة مهما كانت الدوافع. تقع إيطاليا في جنوب القارة الأوروبية. وتتكون من ثلاثة أجزاء أساسية هي الأرض المتصلة بأوروبا، وجزيرتين هما صقلية وسردينيا. ويحدها من الشمال جبال الألب، ويوجد داخل الأراضي الإيطالية دولتان مستقلتان هما الفاتيكان وسان مارينو. وتنقسم الدولة الإيطالية إداريا إلى 20 إقليما، منها خمسة تتمتع بنوع من الحكم الذاتي، وكل إقليم يتكون من عدد من المقاطعات التي تضم المدن والبلدات والقرى. ويتكون البرلمان أو الهيئة التشريعية بإيطاليا من مجلسي النواب والشيوخ. ولكل منهما سلطات متساوية، ولرئيس الجمهورية الحق في حل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات جديدة. ومرت على إيطاليا عدة أحداث تاريخية تركت الكثير من الآثار عليها. ولعدة قرون، كانت روما أهم مدينة في العالم الغربي، عندما كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية. وبدأت تظهر الميول نحو أتباع النظام الجمهوري بعد أن رحلت عنها جيوش الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية. وبالفعل تنازل الملك فيكتور إيمانويل الثالث عن العرش، وتم عقد انتخابات برلمانية، وإعداد الدستور الجديد، وكان ذلك في عام 1948. وتسلم الرئيس الإيطالي الحالي جورجيو نابوليتانو، 86 عاما، مهامه رسميا من خلفه كارلو أزيليو تشامبي في احتفال كبير منتصف مايو 2006. وهو الرئيس ال18 للجمهورية الإيطالية، والرئيس ال11 منذ نهاية الحرب العالمية الثانية متوجا بذلك حياته السياسية التي امتدت على مدى نصف قرن وتميزت بالاعتدال والحكمة والشهامة، بالصعود إلى قمة المسؤولية منتخبا من قبل البرلمان الإيطالي. ويحمل نابوليتانو لقب «الأمير الأحمر»، كما لقب ب«الملك أومبيرتو الثاني» آخر ملوك إيطاليا نسبة للتشابه الكبير بينهما، ونظرا لأناقته الرفيعة وأسلوبه الرشيق. وصنعت له آراؤه الإصلاحية اسما في عالم السياسة الدولية، باعتباره رجلا سياسيا بحق وصاحب عقل حكيم يؤدي عمله بكل موضوعية. ومن مفارقات الرؤساء في إيطاليا أنهم يرفضون عادة تجديد فترة ولايتهم مهما كانت الدوافع. وكان الرئيس السابق تشامبي، 85 عاما، آخر من فعل هذا الشيء قبل انتخابات 2006 عندما أعلن رفضه تولي فترة ثانية بسبب تقدمه في السن؛ ما أدى إلى انطلاق معركة على خلافته. وقال تشامبي حينها: «لست مهتما بولاية ثانية. لم يعد انتخاب أي من الرؤساء التسعة السابقين للجمهورية لولاية ثانية. اعتبر هذا الأمر ذا دلالة، وينبغي عدم تغيير هذا التقليد». وأضاف: «سبعة أعوام هنا في القصر الرئاسي مدة كبيرة وسبعة أخرى.. ربما تعني نوعا من الاحتكارية». وأكد أنه يعتزم التركيز على أنه سيكون جدا لأكثر من حفيد عندما تنتهي ولايته؛ وأضاف أنه حين يترك الرئاسة، فإنهلن يعتزل الحياة العامة؛ لكنه سيصبح عضوا مدى الحياة في مجلس الشيوخوهو المنصب الذي يمنح لكل الرؤساء السابقين .