بث المركز الإعلامي للنادي الأهلي الأربعاء الماضي صورا للملعب الرئيس للفريق الكروي الأول والمياه تغمره بكامل محيطه حتى المضمار، بعد الأمطار التي شهدتها مدينة جدة، وهو خير شاهد على عمل الشركة المكلفة بصيانة الملعب منذ العام الماضي حتى الآن، في صورة مصغرة عن نظيرتها المكلفة بصيانة طرق جدة وتصريف سيولها إبان كارثة الأربعاء الأسود؛ لتعود بي الذاكرة لعام مضى عندما زرت الأهلي والتقيت رئيسه آنذاك عبدالعزيز العنقري، حيث عاجلته بالسؤال عن سبب تأخر زراعة الملعب لثلاثة أشهر، وهو الأمر الذي أثر على استعدادات اللاعبين ومدى جاهزيتهم قبل أن يتم نقل التدريبات لملعب الدفاع الجوي لموسم كامل «يكفي لبناء ملعب جديد وليس لزراعته»!!! وحرمان الجماهير من الحضور وتحفيز اللاعبين، ما كان له تأثير واضح في غياب الفريق عن المنصات الموسم الماضي.عموما كان رد العنقري أن المسؤول عن التأخير هو الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ كونها هي من تقوم بتعميد شركات الصيانة لمقرات الأندية في تصريح تم نفيه في حينه. طويت الصفحة إلى أن فتحت من جديد بداية العام بتواتر أخبار عن سوء زراعة الملعب، ووجود فطريات سببت حفرا في أرضية الميدان؛ لتبدأ الرسائل«المشفرة» في عصر الشفافية ملمحة لشركة الصيانة، إلى أن أعلن الرئيس الشجاع الأمير فهد بن خالد، أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي المسؤولة عن «بحيرة» ملعب الأمير سلطان بن فهد، واضعا النقاط على الحروف، وجاءت ردة الفعل باعتبار أن ما حصل في ملعب الأهلي طبيعي، وعانت منه مدينة جدة كاملة، حيث كان المأمول الأمر بالتحقيق مع الشركة المكلفة بصيانة الملعب، وقبل ذلك زراعته نظير إهمالها وسوء نتائج عملها المتراكم منذ العام الماضي، وتوجيه رسالة لباقي الشركات «إذا كان هناك غيرها» بالحرص على أداء أعمالها على أكمل وجه أو الحل النهائي بتعميد الأندية بتكليف شركات الصيانة؛ لتكون مسؤولة عنها، ثم تزويد الرئاسة بقيمة النفقات المالية على ضوء الفواتير والإيصالات الرسمية؛ حرصا على الصالح العام. والله من وراء القصد.