على مدى خمسة أيام، نجح 500 طالب في ترجمة مواهبهم لأعمال مصنوعة ترى بالعين المجردة، بعيدا عن الأحلام والآمال. وفي مجمع الفناتير التجاري، وضع الطلاب الموهوبون الذين يمثلون مدارس الجبيل الصناعية أعمالهم الابتكارية والإبداعية في 21 ركنا ضمن معرض الموهبة والإبداع الذي نظمته إدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بالجبيل الصناعية، الذي اختتمت فعالياته أخيرا. وفيما لفت المعرض الكثير من الزائرين، سارع الحضور بالمطالبة بتوفير معارض مماثلة لتحفيز الطلاب على الإبداع والابتكار، لكي يشاهد الجميع من أفراد المجتمع نتاج عمل المدارس والمعلمين والطلاب داخل مدارسهم. وحسب المشرف العام على الملتقى ومشرف النادي العلمي بإدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بالجبيل مبارك الصفار احتوى المعرض على أكثر من 42 اختراعا وابتكارا وأكثر من 18 بحثا علميا وأكثر من 20 تجربة علمية و33 مشاركة في الحاسب الآلي وفنونه المختلفة: «حظي جناح الرسم بإقبال كبير من قبل الجمهور، حيث تم عرض أكثر من 40 مشاركة إبداعية للطلاب من مختلف مدارس الهيئة الملكية سواء ابتدائية أو متوسطة، وأكثر من 60 صورة فوتوجرافية للطلاب الموهوبين في التصوير، وقدر عدد الزائرين للمعرض أكثر من 20 ألف زائر على مدى جميع أيام المعرض». ويعتقد الطالب هشام، 19 عاما، أن الحافز المعنوي الذي تلقاه من الزائرين، كفيل بتحفيزه في المستقبل: «عرضت العديد من البرامج المتعلقة بالحاسب، وأهمها برامج الحماية من الفيروسات، وحظي الركن بإقبال كبير من الزوار والحمد لله كانت الفائدة حاضرة، وهذا ما لمسته من خلال جميع الزائرين في الركن». لكنَّ الطالبين محمد القحطاني وسعود خان من جناح الروبوت يعيبان ما أسمياه الجهل الكبير من بعض أفراد المجتمع بالروبوت: «أعطينا جميع الزائرين لركن الروبوت فكرة موجزة عن الروبوت وكيفية عمله، وأجرينا العديد من التجارب العلمية أمامهم، واكتشفنا أن البعض لا يعرف مفهوم الروبوت، إلا أنه بحمد الله أفدنا الزائرين من خلال شرحنا عن الروبوت والتطبيق العملي عن أداء الروبوت». وعرض الطالب الموهوب فارس العقيل، 18 عاما، في ركن برنامج جلوب البيئي بعض الأدوات التي يستخدمها في البرنامج، مثل جهاز تحديد المواقع والأماكن وكذلك جهاز معرفة لزوجة الماء وصفائها والعديد من الأجهزة التي تستخدم في مقياس الحرارة، للتعرف على درجات الحرارة الصغرى والعظمى لجميع المدن في المملكة. فيما عرض الطالب عبدالله اليحيا في ركن التحنيط، تجربة التحنيط لجميع الزائرين: «تناولت الصورة المبسطة حول كيفية تحنيط ورق الشجر بالبلاستيك وتغليفه تغليف جيدا، بحيث لا يمكن للهواء الدخول إليه، لنتمكن من تركه بنفس الوضع لمدة تزيد على خمسة أعوام دون أن تجف». وقدم الطالب طلال الأنصاري في ركن التجارب العلمية تجربة كشف مدى سلامة الزيوت من الغش التجاري، التي استطاع من خلالها لفت أنظار الزائرين. وأشار مشرف الروبوت راشد المري إلى أن الطلاب تولوا بأنفسهم عملية الشرح وعرض التجارب للزائرين: «نحن فقط جهة مشرفة عليهم، وهذا يدل على تميز الطلاب وتميز مواهبهم المختلفة». وأوضح مدير إدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بالجبيل سعيد بن سعد الكلثم أن الملتقى الذي يقام للمرة السادسة على التوالي، يهدف إلى تشجيع وتحفيز الطلاب على اكتساب المعرفة ومهارات التفكير لتوظيفها في المنهج والابتكار والإبداع ونشرها ثقافة في المجتمع». وبين رئيس الفريق الإعلامي للملتقى فرحان العنزي أن ساعات عمل الملتقى بلغت أكثر من 69 ساعة، بينما تجاوز عدد الزوار أربعة آلاف زائر يوميا، حيث خصصت الفترة الصباحية لزيارات طلاب المدارس والمعاهد والكليات، أما الفترة المسائية فكانت للعائلات: «أرسلنا أكثر من 22 ألف إيميل للإعلان عن الملتقى داخل مدينة الجبيل الصناعية وخارجها، وتمت طباعة أكثر من 90 لوحة إعلانية، والتقاط أكثر من 600 صورة تم إدراجها في موقع الملتقى، وموقع إدارة الخدمات التعليمية ومواقع المدارس المشاركة، كما حظي الملتقى بتغطيات من قبل العديد من الصحف والجهات الإعلامية مثل القناة السعودية الأولى والقناة الثقافية وإذاعة الدمام وإذاعة جدة وإذاعة الرياض وموقع بوابة الجبيل الإلكتروني وموقع facebook».