في وقت بدأ فيه صوت المطالبة النسائية يتراجع في المنطقة الغربية، في أعقاب التحقيقات التي طالت مدرسة أهلية لاعتمادها دورة رياضية بين الطالبات، ارتفع صوت المناداة بأندية رياضية عامة في المنطقة الشرقية، بدلا من أن يقتصر الأمر على مجرد أنشطة تطال بعض المدارس، وفقا لما يتوافر، أو حسب الحيز المكاني والزماني. وبعدما ظنت المنطقة الغربية أن تسرب خبر الدورة الرياضية للطالبات التي أقيمت في إحدى الكليات التي يتوافر فيها نظام سلامة وخصوصية مميزين، استيقظت المنطقة على شبح التحقيقات والاستجوابات، لتجد الأفواه نفسها مطالبة بكتم الأماني، ووأد التطلعات. لكن الشرقية خالفت التوقعات، إذ تبنى مجلس شابات الأعمال بالمنطقة الشرقية، إنشاء أندية رياضية نسائية، في وقت يستعد لرفع الأمر لأمانة المنطقة لاعتماده. وأوضحت نائب الرئيس التنفيذي لمجلس شابات الأعمال بالمنطقة الشرقية وجدان السعيد ل «شمس»، أن المشروع طرح في اجتماع عضوات المجلس التنفيذي تمهيدا لرفعه للأمانة «وفق إجراءات معينة». وأشارت إلى أن مجلس شابات الأعمال يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الشابات من الناحية الاقتصادية، ولكن لا يغفل الجانب الاجتماعي «فالرياضة مطلب حيوي هام للمرأة، خاصة أن الأمر يأتي ضمن اشتراطات معينة تكفل خصوصية المرأة ممارسة الرياضة بكل حرية وطمأنينة». إلا أنه على الصعيد العام، باتت الأنباء المتداولة تشير إلى أن الأمانة لم تنتظر مطالبات مجلس شابات الأعمال لتوفر مثل تلك الأندية. وراج في المنطقة من جهات غير رسمية أن الأمانة تتأهب لافتتاح أول نادٍ نسائي «يديره طاقم نسائي يضم صالات مغلقة، ومواقع لممارسة رياضة المشي، وملاعب كرة القدم، والسلة، والطائرة، إلى جانب المستلزمات الرياضية والبوفيهات والمصلى ومضمار المشي, في إطار التأكيدات على أن المنطقة لا تنقصها الإمكانيات لإتخاذ مثل هذه الخطوة، خاصة أن الأمر ليس فقط ترفيها بل مطلب صحي». لكن أمين أمانة المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، نفى ل«شمس»، وجود أندية نسائية ضمن أجندة الأمانة العام المقبل «إذا كانت هناك لوائح جديدة، فلكل حادث حديث، نحن نتحدث عن أعمال يومية وطلبات تقدم ولوائح تنفذ على أساسها، ولم يطلب إلى الآن إنشاء أندية رياضية نسائية حتى ندرسها». واكتفى بالتأكيد على أن كل موضوع يعالج وفق مبرراته، مشددا على أن قيام مثل هذه الأندية يخضع للوائح تنفيذية، «حتى الآن لا توجد لوائح تنفيذية للأندية النسائية في المنطقة الشرقية لكي يتم تطبيقها، ولكن إذا قدم لنا طلب ندرسه، وبناء على الدراسة إما نعتمده أو نرفضه أو نرفعه للوزارة للتوجيه حيال الطلب». مطلب نسائي وباتت الرياضة النسائية في المنطقة الشرقية أكثر قبولا داخل المجتمع، إذ كشفت عينة عشوائية استطلعتها «شمس» أن 88.5% من الفتيات، ممن تتراوح أعمارهن بين 16-33 سنة، يؤيدن مثل تلك الأندية، فيما عارضتها نسبة لا تزيد عن 11.5 %. واعتبرت العينة أن الموافقة تأتي في إطار فتح فرص ترفيهية نافعة للفتيات، وحسب أسمى خالد فإن الحاجة ملحة لمثل هذه الأندية، لأن الترفيه ما زال مقتصرا على المجمعات التجارية والكوفي شوب فقط، «فلا توجد أماكن ترفيهية ذات طابع نسائي بحت، عكس المناطق الأخرى التي تكتظ بالمتنزهات النسائية، ولا أعلم أسباب إحجام القطاع الخاص والعام عن الاستثمار في هذا الجانب». وترى بدور عبدالعزيز أن قيام أندية بشكل يتلاءم مع خصوصية المرأة مطلب ملح في ظل شح قنوات الترفيه النسائية، مشيرة إلى أهمية أن توضع ضوابط تحد من التصرفات السلبية منها التصوير، وممارسة المرأة للرياضة بكل ارتياح حق مشروع، مشددة على أهمية منع البويات أو ما يعرف ب «المسترجلات» من دخول هذه الأماكن. وأبانت ثريا النعيمي أن كثيرا من النساء يشعرن بحاجة ماسة إلى مثل تلك الأندية الرسمية المخصصة للنساء مثل النوادي الشبابية المنتشرة هنا وهناك، «بالنسبة لي أؤيد وجود أندية نسائية وبشدة، فالسمنة انتشرت وأصبحت مرضا من أمراض العصر، فما المانع أن تحافظ المرأة على صحتها ونشاطها وقوامها في إطار لا يخالف الشرع». وتطالب النعيمي بتوفير أندية نسائية في كافة مناطق المملكة، «النساء بحاجة ماسة إلى هذه الأندية لقضاء أوقات فراغهن بما يفيد من خلال ممارسة الرياضة وبعض الأنشطة الثقافية والمعرفية الأخرى، ومثل هذه الأندية يجب أن تكون متنوعة، ولا تقتصر على نشاط واحد فقط ليكثر الإقبال عليها، ويتم توظيف المتخصصات في التغذية و مدربات متقنات لرياضات الحمل وغيرها، حيث إن هناك كثيرا من السعوديات في هذا التخصص عاطلات عن العمل». تفاخر وتباه لكن نسرين محمد لم ترحب بفكرة الأندية الرياضية موعزة ذلك إلى توجسها من أن تميل هذه الأندية إلى أماكن للاستعراض بين الفتيات دون النظر إلى القيمة الإيجابية من تلك المنشآت، «بالنظر إلى الأندية الموجودة التي تقتصر على آلات الأيروبكس، نجد أن الغالبية العظمى من الفتيات أتين لاستعراض أحدث ما جادت به خطوط الموضة في الملابس الرياضية، ويبدأ حينها تراشق النظرات والتهكم على الأخريات اللاتي لا يرتدين زيا ممهورا باسم ماركة عالمية، قيام هذه الأندية فكرة غير ناجحة في التطبيق على أرض الواقع» .