كشف تقرير حديث أن 15% من الشركات العاملة في 56 دولة في العالم تخطط لاستخدام خدمات الحوسبة السحابية في غضون عام. وأكد تقرير «إرنست ويونج» السنوي لأمن المعلومات لدى الشركات حول العالم أن خدمات الحوسبة السحابية تشهد إقبالا أكبر مما كان عليه الحال في السابق، حيث ذكر 23 % ممن استطلعت آراؤهم أنهم يستخدمون خدمات الحوسبة السحابية. وطالب التقرير بتوسيع وتهيئة أنظمة أمن المعلومات لتتماشى مع متطلبات الشركات التي تعمل في عالم بات بلا حدود، مشيرا إلى 60 % من المشاركين في الاستطلاع رأوا أن الزيادة الكبيرة في استخدام مزودي الخدمات الخارجية وتكيف الشركات مع تقنيات جديدة مثل الحوسبة السحابية والتواصل الاجتماعي وشبكة الويب 2.0، تشكل عاملا لزيادة المخاطر. ومع ذلك، اقتصرت نية زيادة الاستثمارات السنوية في أمن المعلومات على 46 % من المستطلعين، الذين بلغ عددهم نحو 1600 شخص من بينهم مشاركون من منطقة الشرق الأوسط. وتمتلك نسبة تقل عن ثلث الشركات العالمية برنامجا لإدارة المخاطر المعلوماتية يستطيع التعامل مع مخاطر استخدام التقنيات الجديدة. وعلى الرغم من التطور السريع الذي تشهده التقنيات الجديدة، فقد أكدت شركة واحدة من بين عشر شركات ضرورة تعامل أمن المعلومات مع التوجهات المعلوماتية الجديدة أو الناشئة. وفي سياق متصل، قال رئيس خدمات استشارات تقنية المعلومات وقطاع الاتصالات في «إرنست ويونج» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسيم خان، «تشهد المنطقة حاليا» أحد أسرع معدلات النمو في استخدام الهواتف على المستوى العالمي، في الوقت الذي ارتفع فيه طلب الحصول على البيانات المؤسسية والحساسة من مواقع بعيدة. وإننا نتوقع أن تواجه الشركات خلال الأعوام القليلة المقبلة مخاطر أمنية ناجمة عن تسريبات استخدام الهواتف النقالة وشبكة الإنترنت؛ ما سيفرض على هذه الشركات تطوير بنيتها التحتية الأمنية. من جانبه، قال الشريك المسؤول عن خدمات استشارات تقنية المعلومات في «إرنست ويونج» البحرين سيركانت رانجاناثان، «كان القطاع الحكومي وقطاع الخدمات العامة في المنطقة في مقدمة الجهات التي تبنت خدمات التواصل مع العملاء عبر شبكة الإنترنت؛ ما أدى إلى تعريض هذين القطاعين لمخاطر لم يواجهاها من قبل. وتبرز أهمية التركيز الدقيق على الحماية من المخاطر الأمنية الجديدة بوصفها وسيلة ضرورية لإنجاح هذا النوع من المبادرات». وأكد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن تنقل القوى العاملة يشكل تحديا كبيرا لتنفيذ مبادرات أمن المعلومات بصورة فاعلة نظرا لانتشار استخدام الأدوات الحاسوبية المتنقلة بطريقة تسمح للأشخاص بالوصول إلى معلومات الشركة وتوزيعها في أي مكان وزمان. كما أشار نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع إلى أن مستوى وعي الموظفين بالمخاطر الأمنية يعد تحديا كبيرا لا بد من مواجهته. ويخطط نصف المستطلعة آراؤهم لإنفاق المزيد من الأموال للحد من تسرب المعلومات وخسارة البيانات خلال العام المقبل، ما يزيد بنسبة 7 % عما كان عليه الحال في العام الماضي. ولمواجهة المخاطر الجديدة المحتملة، كما أوضح 39 % من المشاركين في الاستطلاع أنهم أجروا تعديلات على سياساتهم في هذا الخصوص، فيما لفت 29 % من المشاركين إلى أنهم باتوا يعتمدون على تقنيات التشفير. وبهذا الخصوص أضاف خان: «قد يشكل التنقل المتزايد والتحكم المحدود بأجهزة المستخدمين النهائيين تحديا أمنيا أيضا؛ الأمر الذي يؤثر بالتحديد في نجاح محاولات تطبيق استمرارية الأعمال والتعامل مع الكوارث بصورة فاعلة». وقال خان: «يواجه قادة الشركات والمشرفون على أمن المعلومات بيئةً مؤسسيةً متغيرة تتلاشى فيها الحواجز التقليدية بشكل سريع. وتشهد بيئة العمل الراهنة زيادة في تنقل القوى العاملة من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى نمو الاستعداد للتعامل مع خدمات الحوسبة السحابية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعية والأدوات التعاونية ضمن الشركات. كما ستشهد المؤسسات ضغطا على الموارد والزمن للحد من المخاطر، إذ لا تمتلك هذه الشركات خيارا آخر سوى التصدي لهذه التحديات الجديدة» .