رأى عدد من الطلاب والخريجين «الأرقام الضخمة» في الموازنة الجديدة والبالغة 580 مليار ريال، بشكل مختلف عن رؤية خبراء الاقتصاد، في أنها ستحقق طموحات الشباب في توفير فرص للتوظيف، وتحقيق حلم الابتعاث لغالبية الطلاب وبعض الخريجين الذين لم يجدوا فرصة عمل ويرون أن الابتعاث قد يجعلهم أكثر قبولا في سوق العمل، فيما بلغت مخصصات قطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة في الموازنة الجديدة 150 مليار ريال بزيادة نسبتها 8 % عن مخصصات القطاع في موازنة 2010 وقال عبدالله بن علي الغامدي خريج الكلية التقنية، وهو أحد الطلاب الذين يسعون للحصول على منحة دراسية لإكمال تعليمه «تخرجت في الكلية وبحثت عن عمل ولم أجد إلا في شركة خاصة وبراتب ضئيل جدا، بعد ذلك قدمت أوراقي للحصول على بعثة خارجية بغية إكمال تعليمي، ولكن لم أظفر بالبعثة». ويأمل الغامدي أن تخالف الموازنة الجديدة خيبة الأمل التي انتابته في الموازنة الحالية، وتكون فأل خير لمستقبله، حيث يشير إلى أنه سيقدم مرة أخرى في الابتعاث الخارجي، ولا سيما أن الدولة تسعى جاهدة لتأمين فرص الابتعاث إلى جميع طلابها وطالباتها، كما أنها خصصت للتعليم نصيبا كبيرا من الميزانية «حسبما قرأنا عن ذلك في الصحف». ويشاركه الرأي محمود غالب خريج الثانوية العامة حيث يقول «تخرجت في الثانوية العامة بمجموع ضعيف لا يشفع لي بالالتحاق بالجامعات الحكومية، ولا أستطيع الالتحاق بالجامعات الأهلية لسوء ظروفي الاقتصادية، كما أنني قدمت في برنامج الابتعاث الخارجي ولكن دون فائدة تذكر، وكأنه كتب علي الحرمان من إكمال تعليمي مع العلم أنني قدمت أوراقي إلى أكثر من جامعة»، ويشير إلى أنه يعمل حاليا في شركة عن طريق الموارد البشرية وراتبه لا يتجاوز 1800 ريال شهريا، ويتمنى الحصول على منحة داخلية أو خارجية لإكمال تعليمه. أما هيا مراد خريجة الثانوية العامة بنسبة 95 % فتقول «تقدمت عند تخرجي في الثانوية العامة إلى كلية الطب وكنت متفائلة جدا بقبولي وكانت الصدمة عدم قبولي في الجامعة وتحويلي إلى كلية العلوم بحجة اكتفاء كلية الطب»، وتتساءل هيا هل الميزانية الضخمة المخصصة للتعليم ستحل مشكلة القبول خاصة للطالبات اللاتي لا يستطعن الدراسة في الخارج أو الانضمام إلى الابتعاث الخارجي؟. وعن طموح الشباب في الابتعاث والتعليم الجامعي الحكومي يرى وكيل عمادة شؤون الطلاب للخريجين بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن الحبيب أن الميزانية ستكون رافدا مساعدا وقويا في شتى مجالات الجامعة، ومن هذه المجالات توفير فرص دراسية للطلاب والطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز، ودعم المراكز البحثية بالجامعة، لكنها لن تحقق كل الأحلام الشبابية «وهذا طبيعي في كل دول العالم». وأوضح الحبيب أن الجامعة أنشأت كليات إضافية في شمال جدة ورابغ، وسيكون هناك توسع كبير في عمليات القبول. وأشار إلى أن القبول مبني على الأماكن الشاغرة وبحسب نسب الطلاب والطالبات واجتيازهم لمراحل القبول في الجامعة، وأكد أن نسبة القبول تتفاوت من سنة إلى أخرى، ففي كل سنة جديدة يكون القبول أكثر من سابقتها، فعدد الطلاب والطالبات بالجامعة حاليا يتجاوز 140 ألف طالب وطالبة، كما أن الجامعة ومع الميزانية الجديدة ستسعى نحو الجودة الشاملة في زيادة الأنشطة الصفية واللاصفية، وقال إن جامعة الملك عبدالعزيز من أكبر الجامعات السعودية من حيث الكثافة الطلابية .