يمثل التنوع الجغرافي والمناخي والثقافي عناصر أساسية في صناعة السياحة بالمملكة. هذا التنوع جعل هذه الصناعة تحمل طاقة كامنة جبارة للمستثمرين وطالبي العمل. وهي تحتاج إلى تنظيم واستكمال دائرة الحاجة لدى السائح المحلي والخليجي. استكمال الدائرة سيجعل المستثمر يعي مكان الحاجة في المنظومة السياحية الكبيرة. التي تحتاج إلى ضخ أموال للاستثمار فيها، سيساعد أصحاب القرار في هيئة السياحة لتحديد نوعية وحجم الاستثمار في كل جزء من الدائرة. تحديد نوعية الاستثمار في دائرة الحاجة يتطلب العمل على التحدي الأكبر. وهو تأهيل الشباب والفتيات للعمل بتخصصات محددة، تخدم احتياجات الاستثمار السياحي، وهنا يأتي دور حاضنات الأعمال السياحية في التأهيل لمثل هذه التخصصات. لو سمحت لي مساحة المقال لعددت العشرات من الوظائف التي يمكن أن تندرج تحت هذه الحاضنات، ولكني سأكتفي باثنتين من هذه الوظائف. 1. موظفو استقبال. 2. مرشد سياحي. قد يستغرب بعض القراء أن أضع تدريب موظفي الاستقبال على رأس الحاجة إلى التأهيل، وللإجابة عن هذا التساؤل يمكن القول إنه مهما كانت المنشأة السياحية راقية في جودتها وتنوع خدماتها، إلا أن موظف الاستقبال يبقى هو الشخص الذي يترك الانطباع الأول. إن تدريب موظف الاستقبال على حسن الاستقبال واختيار الكلمات اللائقة عند التعامل مع السياح أمر ضروري جدا. ولكن الأهم من هذا كله هو تدريبه على السيطرة على مشاكله الخاصة، وعدم السماح لها بالظهور في شكل نبرة صوت مستفزة أو تضايق يبدو على الوجه. إن تأهيل مرشدين ومرشدات سياحة في فن التعامل مع السائحين يعطي ديمومة لحسن الأداء وقابلية التطوير لنجاح المهمة واكتمال الدائرة. ويمكنهم من معرفة المعالم التي تهم السياح التي ستجعل مخرجات الحاضنة لهذا النوع من الوظائف عاملا مهما في تدعيم السياحة الداخلية. إن المرشد السياحي هو أحد الأسباب الرئيسية لنجاح الجولة السياحية أو فشلها، وغالبا ما تخطط جولة سياحية في وقت مناسب من العام مع تخصيص موازنة معقولة تسمح لك بالإقامة في فنادق فاخرة وتناول الوجبات في مطاعم راقية، ولكن كل ذلك يعد ناقصا إذا لم يتوافر مرشدون أكفاء يحملون سمات المرشد المميز الذي يستطيع تنفيذ قدر كبير من الواجبات والوظائف معا في وقت واحد داخل الدائرة السياحية التي ينشدها الجميع سواء هيئة السياحة وجهودها الجبارة والمستهدف السائح المحلي والخليجي لكي يعيد التجربة السياحية التي تقطع الطريق أمام المقارنة الظالمة بين ما هو خارجي وما هو موجود بالداخل. لذلك أرى أن نجاح العمل السياحي لن يتحقق إلا باكتمال الدائرة التي أشرت إليها في مقدمة المقال.