أكد الشيخ الدكتور صالح المغامسي، أن الدنيا متدنية المكانة، ويكفي أن الله سبحانه وتعالى رضي أن يعصى فيها بقدر. وقال في محاضرته التي ألقاها في القاعة الكبرى بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات ضمن فعاليات ملتقى خير أمة، الذي نظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض أمس، «ترى أن بعض من يطعمه الله ويسقيه ويرزقه، هو لم يسجد لله سجدة واحدة». وشدد المغامسي على أن المسلم مطالب بالتواضع، وأكثر مكان مطالب فيه بذلك هو عند دخوله إلى المسجد، ويجب أن يعلم العبد أنه ينبغي له أن يكون أشد تواضعا في بيوت الله، حيث منّ الله علينا بالعافية، وزين قلوبنا بالإيمان، ووفقنا إلى بيت من بيوته، فإذا دخل المسلم فيجب أن يكون قلبه خاشعا خاضعا لله عز وجل. وأوضح أن كبر الإنسان يمكن أن يقع على الله تبارك وتعالى، وهذا كفر لا خلاف فيه، وهو من أعظم ألوان الكفر، مشيرا إلى أن الحياة تحتاج إلى خلق الوفاء، كما ينبغي صرفه إلى الوالدين، ولو كان عاقا بهما لكان أولى له أن يجحد الناس، كما شدد المغامسي على أهمية أن يكون الإنسان بارا بوالديه، وأنه لو أراد أن يعرف مكانته عند الله، فعليه أن ينظر إلى مدى تطبيقه لأوامر الله ونواهيه. وبعد أن ذكر أن الوفاء من أعظم الأخلاق، تحدث عن قيمه واستشهد بعدة أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن القرآن جاء مبينا لعلاقة المعتقد بالخلق، وأن الله تعالى في سنته فاضل بين عباده، وأن القرآن الذي هو أصدق الكتب هو كلام الله، كما أكد الخلق العظيم للرسول صلى الله عليه وسلم، مبينا أن القلب إذا غلب عليه التواضع، فإنه لا ينتظر من الناس أن ينزلوه منزلة عالية، بل يأمل من الله أن يرفعه ويعلي قدره. إلى ذلك، أكدت المشرفة العامة على موقع لها أون لاين الدكتورة رقية المحارب، أهمية اشتراك الراعي مع الرعية في المسؤولية، إذ إنه لا يستقيم أمر الأمة ولا تتسق شؤونها إلا إذا قام كل من الحاكم والمحكوم بمسؤولياته وأخلص المعاونة لصاحبه، مبينة أن على الراعي ألا يستشير إلا أهل الصلاح، وأن يحسن اختيار الأعوان من الأمناء المخلصين ذوي الدراية والكفاية؛ ما يحقق الغايات والأهداف ويزيل من دنيا الناس الوساطة والمحسوبية والرشوة. وأوضحت في محاضرتها التي ألقتها بعنوان «المسؤولية»، ضمن الفعاليات النسائية لملتقى خير أمة أمس، أن المسؤولية قيمة من قيم الإنسان، وأن أعظم مسؤولية وأهمها مسؤولية العبد أمام خالقه. وذكرت المحارب أن قيام الأفراد بإصلاح المجتمع ينجيهم وينجي المجتمع من الهلاك الجماعي أو العقاب الجماعي أو الضيق أو القلق الذي يصيبه، لافتة إلى أن من سنة الله تعالى أن المجتمع الذي يشيع فيه المنكر وتنتهك فيه حرمات الله وينتشر فيه الفساد ويسكت الأفراد عن الإنكار والتغيير، فإن الله يعمهم بمحن غلاظ قاسية تعم الجميع وتصيب الصالح والطالح .