اليوم نحن أمام تجربة فريدة حول تحويل الجلوس أمام شاشة الحاسوب إلى مبالغ مالية لحساب الجالس بالطبع. الكتاب الذي أفرغ من قراءته الآن هو لشاب مصري رائع اسمه «محمد عبدالتواب»، عنون لكتابه ب «عن الربح من الإنترنت أتحدث» يسرد فيه قصته الطويلة حتى أصبح يتقاضى مبلغا يزيد عن 5000 دولار في الشهر الواحد، في صفحة الإهداءات كتب «عبدالتواب» ما يلي «الإهداء، إلى والدي صاحب أكبر فضل علي، الذي كان يسألني بدهشة عندما يراني متسمرا أمام شاشة الكمبيوتر (هي الفلوس ه «تطلع لك» من الشاشة؟) فكان كلامه دافعا لمزيد من الجهد لتحقيق النتائج!» ولم ينس عبدالتواب أن يهدي كتابه لوالدته التي تثق بما يفعل دون أن تعرف التفاصيل! وإلى أخيه الذي «دبر» معه فلوس أول جهاز كمبيوتر! يسرد «عبدالتواب» سطور حياته بقوله «بدأت مثلكم تماما أو أقل، تعليم حكومي وثانوية عامة معدل 81 % ومنها إلى كلية الآداب- قسم الوثائق والمكتبات» ثم يشرح كيف وجد نفسه في محل للعطارة عندما كان محظوظا، فأكثر زملائه كانوا مجرد أرقام في دنيا «العطالة!» عمل عبدالتواب بعد ذلك في مصنع لتطريز الملابس، وهناك اقترب من أول كمبيوتر في حياته عندما كانوا يستخدمونه لتعديل تصميمات التطريز ببرنامج يستخدم نظام «دوس» طيب الله ثراه! وبعد أن زالت الرهبة بين «عبدالتواب» والكمبيوتر شيئا فشيئا وتعرفا على بعضهما، قرر المصنع إدخال الإنترنت في أوائل سنة 2000 ولما كان «عبدالتواب» محظوظا أيضا فقد كان هو المخول بالعمل عليه. بعد فترة أدرك «عبدالتواب» الفرص العظيمة التي يتيحها الإنترنت دون أن تتحرك خطوة واحدة! فقرر إنشاء موقع يعني بتصاميم «التطريز» تابع للشركة، وبعد موجة نجاحات هائلة قرر الانفصال عنها ليبدأ المسيرة وحده.. صمم موقعه الشخصي ثم جاءت مرحلة جني الأرباح من خلال بيع تصاميم التطريز التي أبدع «عبدالتواب» كثيرا في أسلوب عرضها. ولأن «عبدالتواب» شاب نبيل فلم ينس أن يضع في نهاية كتابه خطة عمل للربح من خلال الإنترنت خاصة بأولئك الذين يقضون الساعات الطوال أمام الكمبيوتر وأزعم أن شروط المهنة متطابقة جدا على الكثيرين من حولنا!