تدخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية وجمعية البر بمكة المكرمة لمد طوق النجاة لسيدة سعودية وأبنائها السبعة الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية، وهم مهددون بالطرد من منزلهم، وذلك بعد رحلة طويلة مع المعاناة بدأت عندما هجرهم والدهم العربي وعاد إلى بلده قبل 20 عاما دون أن يترك وراءه أي خيط مما أدخلهم في العديد من الإشكاليات التي حرمت الأبناء من التمتع ببعض الحقوق المترتبة على كون والدتهم مواطنة سعودية وخاصة فيما يتعلق بالعمل. وأبدى عضو الجمعية الدكتور محمد السهلي ل«شمس» استغرابه من عدم تمكن أبناء هذه السيدة من العمل، مشيرا إلى أن أحد الأبناء راجع مكتب العمل لكنه صدم بعد أن طلبوا منه الانتظار على اعتبار جنسية والده دون النظر إلى أنه ابن مواطنة سعودية أيضا وهو ما دفعه للعمل في غسل السيارات لتوفير بعض المال لأسرته. وأكد أن النظام أتاح لأبناء السعوديات ممارسة حياتهم والتمتع كالسعوديين تماما. فيما أكد المشرف العام على الجمعية سليمان الزايدي على الوقوف مع الأسرة وعدم التخلي عنها والرفع عن معاناتها وتمكينها من نيل حقوقها والتي كفلها لهم الشرع والنظام. أما مدير الشؤون الاجتماعية عبدالله آل طاوي فأشار إلى أنه وجه القسم النسوي بالعاصمة المقدسة بفتح ملف للسيدة ورصد معاناتها ورفع تقرير إليه ليتمكن من الانتهاء من إجراءات صرف معونة مالية طارئة لها. من جهته وجه مدير جمعية البر الخيرية محمد قايد بسرعة صرف معونات غذائية للأسرة والكتابة بشكل عاجل عن وضعها وذلك في أعقاب زيارة إخصائيتين من الجمعية لمنزل الأسرة، حيث أوضحتا أن الأسرة تعيش وضعا سيئا ويعتمدون على ما يصلهم من مساعدات بعض المحسنين. وقال قايد ل«شمس» إنه وبحسب تقرير الإخصائيتين فإن الأسرة تحتاج إلى معالجات سريعة خاصة أنها مهددة بالطرد من منزلها بعد أن عجزوا عن دفع إيجاره. أما السيدة «ص. ر» فذكرت أن قصتها مع المعاناة بدأت قبل 20 عاما بعد أن غادر زوجها إلى موطنه في إحدى الدول العربية الإفريقية، حيث انقطعت أخباره تماما، فاضطرت للعمل مفتشة بالمسجد الحرام حتى تستطيع الإنفاق على أطفالها. واعتقدت السيدة أن الأمور ستتحسن بعد أن نجحت في الحصول على الجنسية لابنها الأكبر بعد محاولات دؤوبة، لكنه ما لبث أن أصيب بداء عضال في القلب وخضع لعمليتين جراحيتين وهو الآن غير قادر على العمل، فأقل إجهاد قد يعرضه لمشكلة صحية خطيرة: «ساءت أوضاعنا كثيرا بعد تقاعدي عن العمل فما أحصل عليه من راتب تقاعدي لا يتجاوز 1700 ريال وهو لا يكاد يسد رمقنا غير باقي الاحتياجات الأخرى من كساء وعلاج وسكن وتعليم وغيرها وهو ما دفع أحد أبنائي للعمل في غسل السيارات ليساعدنا قليلا، فيما تركت إحدى بناتي دراستها في كلية المعلمات بجامعة أم القرى بعد أن أوشكت على التخرج بعد أن تزوجت مواطنا كان يبدي تعاطفا شديدا معنا لكنه للأسف لم يلبث أن أعادها لنا بلقب مطلقة وفي يدها طفلة صغيرة».