تشهد التقنية الحديثة موجات من التغيرات من شأنها أن تحسن نمط الحياة البشرية وتسهل عمليات المعرفة بشتى الوسائل، وقد شعرت بأن هناك موجة هائلة ستضرب سوق الكتب المطبوعة ودور النشر منذ أول يوم تعرفت فيه على برنامج ال PDF برنامج القراءة الإلكترونية على أجهزة الحاسوب.. ومن حينها أطلقت العديد من الشركات برامج القراءة الإلكترونية وتم العمل على إصدار النسخ الإلكترونية من الكتب القديم منها والجديد. ولعل في الفترات الأولى كان الإقبال على قراءة الكتب الإلكترونية قليلا لأن القراءة على أجهزة الحاسوب متعبة إلى جانب صعوبة توفر الأجهزة ولكن مع الوقت بدأت هذه التقنية تأخذ مساحتها وبدأ الإقبال على هذه الكتب أكبر من الكتب المطبوعة، ولا شك أن دور النشر معرضة للتهديد من قبل هذا البرنامج وحتى مع بزوغ الإنترنت ومشاركة البيانات، إذ عمد الكثيرون إلى نشر مؤلفاتهم عن طريق الإنترنت بتكلفة أقل وانتشار واسع النطاق. وكذلك الحال في ابتكار أنواع من الحواسيب المحمولة أكثر عملية وسهولة في الاستخدام مثل الأي فون والآي باد وأجهزة الكمبيوتر الكفي حتى تتمكن من حمل مكتبتك في جيبك. عن نفسي أرى أن هذه البرامج لا تضر بدورها إلا جهات معنية ولكن من ناحية أخرى فهي الوسيلة الأنجع لنقل المعرفة والثقافة بأنواعها إلى الجيل الجديد وتوفر لهم وسائل ملائمة لعصرهم ومعطياته، إلى جانب أن وزارة التربية والتعليم في مجال تطوير التعليم في المملكة بدأت في مكافحة استهلاك الأوراق والتي غالبا ما تجدها في حاويات القمامة في نهاية كل عام واستبدلتها بكتب منسوخة على أجهزة محمولة وأسطوانات ضوئية CDs، فلا شك أنها وجدت ثمار هذا الاقتصاد في استهلاك الأوراق وأيضا في المحافظة على البيئة من التلوث، وأتوقع من دور النشر قريبا الاستغناء عن الورق الذي هو عمودها الأساس واستبداله بنشر الكتب على شكل ملفات إلكترونية.