أعلن سكان منطقة الرياض عزمهم على هجر المجلس البلدي والتوقف عن إرسال الشكاوى إليه لشعورهم بعدم قدرة المجلس على حل القضايا الشائكة، وتمثل ذلك في قلة أو انعدام الشكاوى التي تصلهم خلال اليوم المخصص للمواطنين؛ ما جعل مسؤولين يعترفون بضعف الحلول وقلة الحيلة، فيما طالب مسؤولون في مجلس الشورى بإعادة النظر في آلية المجلس والعمل على تطويرها. ورأى عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض عبدالله بن أحمد السويلم أن قلة تجاوب المواطنين لم ينعكس على حضور أعضاء المجلس لليوم البلدي، إذ يقوم كل عضو بدوره الذي تمليه عليه مسؤوليته تجاه سكان المدينة. وأضاف أن التفاعل مع هذا البرنامج كان نشيطا في البداية من خلال الاتصالات الهاتفية، وحضور المواطنين، غير أنه ضعف في الأسابيع الأخيرة، ورد ذلك إلى أن أغلب الشكاوى قد وصلت المجلس، فضلا عن اعتقاد المواطن بضعف الحلول المقدمة، أو إهمال الشكوى. فيما ذكر أن أبرز الشكاوى التي وردت إلى المجلس، تمحورت حول رفع مخلفات البناء، وعشوائية الباعة الجائلين، والازدحام ومشكلات المرور، والتلوث البيئي في جنوبالرياض. من جانب آخر، أكد الأمين العام للمجلس البلدي لمدينة الرياض المهندس عبدالله البابطين أن الملاحظات والشكاوى والاقتراحات التي يستقبلها المجلس من المواطنين والمقيمين يتم العمل على إنهائها، برفعها إلى الجهات المختصة لعمل اللازم، وأشار إلى أن أمانة المجلس تلقت عدة رسائل من المواطنين تثني على تجاوب الأمانة مع شكاواهم المقدمة عبر المجلس. وحث المواطنين على التواصل مع المجلس البلدي من خلال وسائل الاتصال. وأكد عدد من المواطنين ل «شمس» أن التواصل مع المجلس البلدي في الرياض كان ناجعا في بعض المخالفات التي تكون سهلة التجاوب، إلا أن بعض المواطنين أصبحوا يائسين أمام عجز المجلس عن حل قضاياهم، ومؤخرا توجه عدد من المواطنين من سكان جنوبالرياض إلى الملجس لحل أزمتهم المتمثلة في استنشاق الهواء الملوث من جراء مصانع الجبس والأسمنت، ووقف المجلس حائرا في حلها بالرغم من زياراته المتعددة للموقع والوقوف على المعاناة وعقد اجتماعات مع الجهات ذات العلاقة. وذكر المواطن علي الأحمري الذي يسكن مباشرة بجانب مصنع الجبس ويبعد عنه عشرة أمتار فقط أنه وجميع أفراد عائلته مصابون بذبحة صدرية، ومنهم من تم تنويمه في المستشفى بسبب الغبار المتطاير الذي يستنشق في كل وقت، موضحا أن هذه المعاناة مستمرة وأنه على ثقة في أن المجلس البلدي لن يحلها إطلاقا. واعتبر عضو مجلس الشورى والمتخصص في حماية المستهلك الدكتور زين العابدين بري أن المواطنين يعتقدون أن بيد المجلس البلدي حل جميع القضايا وهو خطأ. «يجب أن يعلم المواطنون أن لكل جهة حدودها في العمل، كما أن على المجلس البلدي أن يطلع على ما يدور في الصحافة حتى يتمكن من معرفة المشكلات التي تواجه المواطنين حتى ولو لم يتقدموا إلى المجلس». وأضاف « ليس من المفترض أن يتقدم المواطن إلى المجلس، بل يجب أن تحل مشكلته قبل أن يصل إلى المجلس البلدي لتقديم الشكوى». مشيرا إلى أهمية وجود قناة تواصل مع المجتمع مثل المجالس البلدية وعدم إغفال الجانب والدور الذي تقوم به، وأكد على وجود العديد من المشكلات في مدينة الرياض لا يمكن حلها في يوم وليلة مثل المخططات الصناعية التي وصل المد العمراني لها من قبل المواطنين، مشيرا إلى أن على المجالس البلدية أن تبحث عن طرق لكسب ثقة المواطن لا فقدها. وأكد عضو مجلس الشورى عبدالوهاب آل مجثل أن دور المجالس البلدية في تطوير تحسين الجوانب الخدمية لم يكن ناجحا، مشيرا إلى أن السبب الحقيقي في عدم نجاح المجلس البلدي عائد لكون «فاقد الشيء لا يعطيه أبدا» وقال إن أفضل الحلول التي تساعد المجالس البلدية في القيام بدورها هو فصلها تماما عن الأمانة، وربطها مباشرة مع الحاكم الإداري حتى تكون ذات سلطة قوية في حل العديد من القضايا «الانتخابات لم تكن ناجحة وهذه النتيجة بعكس مجلس الشورى مثلا الذي تم فيه اختيار صفوة من المتخصصين وإيجاد عمل منظم في كل جانب، وما حدث في المجالس البلدية هو ما يحدث في العديد من البرلمانات التي يتعالى فيها الصوت دون فائدة تذكر» .