جرأة الحكام على الفريق الهلالي باحتساب ضربات الجزاء غير الصحيحة، والأخطاء المشكوك فيها ضد الفريق الهلالي أمام جميع الفرق وبشكل صارخ ومستفز، تعكس توجها تحكيميا تنتهجه لجنة الحكام ضد الهلال دون سواه من الفرق.. فالحكام الذين يرتعشون أمام أي خطأ للفرق الأخرى ويترددون في تطبيق القانون على الجميع، يختلف الأمر تماما أمام الهلال، ويظهر الاستهداف والبحث عن أخطاء بالمجهر ضد الفريق الهلالي لاحتسابها والظهور بمظهر الحكم القوي الصارم تجاه كل ما هو أزرق فقط، وللتدليل على ذلك تابعنا كيف أن حكما يتجاهل احتساب ثلاث ضربات جزاء صريحة أقر بها كل المحللين التحكيميين في مختلف القنوات، ومع ذلك يمر الأمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن لمجرد أن الهلال فاز ولم يتحدث مسؤولوه عن الظلم الذي وقع على فريقهم، ثقة في اللجنة وحكامها ورغبة في عدم الضغط على الحكام واعتبار أخطائهم جزءا من اللعبة. لكن اللجنة فهمت السكوت الهلالي خطأ بالتعامل مع الأمر وكأنه أمر طبيعي على عكس ما يحدث للفرق الأخرى التي نرى لاعبيها يتفننون في الركل و الرفس ولا يجرؤ أي حكم على تطبيق القانون عليهم حيث تستبدل البطاقات الحمراء بالصفراء مع الطبطبة على الأكتاف وإلحاق ذلك بابتسامة عريضة. ولذلك حين يتحدث الهلاليون عن هذا الوضع فإنهم يضعون اللجنة أمام مسؤولياتها ويطالبون بالمساواة في ما لهم وما عليهم، لأن الكيل بمكيالين بهذا الشكل وهذه الطريقة ليس في مصلحة الكرة السعودية، والهلال أحد أقطابها المهمة والرئيسية، وظهور التحكيم بهذه الصورة في مباريات الهلال يثير الكثير من علامات الاستفهام على عمل اللجنة وتوجهاتها وتعاملها مع الأندية. أما المستفيدون من استمرار هذا الوضع فمن الطبيعي ألا يعجبهم التحرك الهلالي لتعديل هذا الوضع لأنهم يرون أن ما يحدث يساهم في خدمة أنديتهم ويفتح الطرق لها للحصول على تسهيلات تحكيمية يهمهم الحفاظ عليها واستمرارها دون النظر إلى المصلحة العامة التي تضمن للجميع الحصول على العدالة والتمتع بالفرص نفسها وبشكل متساو، وهو ما يجب أن تضعه اللجنة في حسبانها لأن الدفاع عن أخطاء الحكام بهذا الشكل والتأليب ضد الهلال لن يكون في النهاية في مصلحة اللجنة متى وضعت هذه الآراء موضع التنفيذ وسارت وفقا لتوجهاتها. فقد تعود الهلاليون على حملات التشكيك والتشويه الإعلامي، لكنهم لا يقبلون ذلك من جهة رسمية يفترض فيها العمل وفقا لمبادئ وأهداف واضحة لا تفرق بين ناد وآخر!