نكسة باراك أوباما فى الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي لا تعني أنه سيتخلى عن سعيه لإقرار السلام في الأراضي المقدسة، بيد أن هذا السعي لن يجعل هذه العملية أسهل من ذي قبل. كان أول رد فعل لبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل عندما علم بسيطرة الجمهوريين على الكونجرس الأمريكي هو الانتشاء بالفرحة، فأصدقاؤه الأمريكيون المقربون هم من الجمهوريين. فهناك شعور واسع النطاق في القدس بأن باراك أوباما على عكس أسلافه يفتقر إلى التعاطف الحقيقي مع إسرائيل، وقد يعتقد صقور إسرائيل أن الرئيس الأمريكي سيتوقف عن انتقاد إسرائيل. أما بالنسبة للفلسطينيين وأصدقائهم العرب، فلديهم مخاوف كبيرة من أن إسرائيل تريد إبعاد أوباما عن منصبه. وقد تميل إلى صرف انتباهه لقضايا أخرى خاصة داخليا. بمعنى آخر، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام، القائمة بالفعل، بدأت في التلاشي شيئا فشيئا. لكن هذا التشاؤم الإضافي غير مبرر، على الرغم من قتامة الأوضاع الدبلوماسية؛ فقد تأجلت المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لفترة طويلة، والتي استؤنفت في سبتمبر، واستمرت بالكاد لمدة شهر، ورفض نتنياهو، بعد تجميد لمدة عشرة أشهر، وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي قلب الدولة الفلسطينية، ويؤكد الفلسطينيون أنهم لن يعودوا لطاولة المفاوضات طالما لا يزال البناء مستمرا. ورغم ذلك يمكن كسر الجمود، حتى لو كانت فرصة التوصل إلى اتفاق سريع ودائم مازالت بعيدة. والسبب الرئيسي لهذا التفاؤل الحذر هو أن العديد من المراقبين المخضرمين في القدس يتوقعون استئناف نتنياهو لتجميد بناء المستوطنات، كما كان من قبل على عكس ما هو سائد ومتوقع حاليا، وقد يستمر التجميد لبضعة أشهر أخرى. وقد يثير ذلك غضب بعض الأشخاص في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، حيث سيقوم نتنياهو في وقت لاحق بتقديم تنازلات حول الحدود أو تقاسم القدس، وستنهار حكومته. وفي الوقت نفسه يواجه إيهود باراك وزير الدفاع شريك نتنياهو اليساري في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، والذي يرأس حزب العمل، مطالب من زملائه بأن جماعته يجب أن تنفصل عن الائتلاف إذا لم تستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين نهاية هذا العام. ويقول أحد الوزراء متوقعا انتخابات عامة في العام المقبل: أشعر بجو الانتخابات. ويأمل أوباما منذ وقت طويل في أن حزب الوسط الإسرائيلي كاديما بقيادة تسيبي ليفني سينضم إلى ائتلاف يعاد تشكيله ليكون أكثر جنوحا نحو السلام وأقل استجابة لمطالب اليمين.