يؤكد الإعلامي عبدالرحمن السعد، أنه مستعد للتنازل عن كل شيء إلا عقله، في إشارة إلى عدم رضوخه لعشرات المطالب التي يفرضها ملاك قنوات فضائية مقابل الظهور وفق اشتراطات معينة، السعد الذي عمل في قناة الخليجية يرى أن معظم القنوات الدينية لم تضف جديدا، وكانت أشبه بمحال «أبوريالين» في الوقت الذي ضاعت فيه المهنية والموضوعية. * ظهورك الإعلامي كان أشبه بفلاش كاميرا أضاء وانطفأ، هل غبت أم غيبت؟ خلال العامين الماضيين كان لي حضور على العديد من القنوات الفضائية بمعدل مرة كل شهرين، وهذا دليل على أنني لم أغب ولم أغيب، أما ظهوري مذيعا، فكما وصفت من أربعة أعوام تقريبا لم أظهر في أي برنامج؛ لأنني عاهدت نفسي ألا أقدم برنامجا إلا عبر قناة تحترم نفسها ومشاهديها. * بدأت مسيرتك الإعلامية ببرنامج فكري على قناة دينية، لماذا بدأت بقناة دينية إذا كنت تعرف أن الإعلام الديني يعمل برؤية مخالفة لرؤية مشروعك؟ بدأت قبلها ببرنامج «أطياف» حاورت فيه الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور سعد البازعي وآخرين، ثم انتقلت بفكرة البرنامج إلى قناة الخليجية، وأسميته «اتجاهات» وسبب توجهي إليها- بالرغم من أنها على خط يعارض ما أريد طرحه- أنني وثقت في مديرها الدكتور مسعود الغامدي الذي أعطاني العهود والمواثيق بأن أحاور من أشاء، ولكن للأسف أدركت أن القناة تدار من القاهرة لا من الرياض، وبخط غير الخط الذي كنت أتوقع أني سأعمل عليه. * قدمت «اتجاهات» على الخليجية لكن سرعان ما توقف، ثم سربت حلقاته على يوتيوب بداعي منع بث البرنامج؟ قتلوه في مهده بعد أن أخلفوا بعض وعودهم معي، كما لم آخذ حقي المادي والمعنوي من خلاله. * ما الخلاصة التي خرجت بها بعد تجربتك في الفضائيات الإسلامية؟ للأسف فيها تأخير للرواتب وعدم الالتزام بدفع حقوق العاملين وشركات الإنتاج، معظم أصحابها مشتتون، لا يستطيعون إدارة العمل الإعلامي كما ينبغي، وهذا من أبرز الإشكاليات. * يلاحظ أن الاعتبارات المهنية تختلط بالشخصية لديك، وأنك تعطي مواقف ضد خط إعلامي له جمهوره لمجرد أنه لم يتح لك فرصة الظهور؟ وأحمد الله أنه لم يتح لي الظهور عليه لأبقى عاقلا سليما، لكن ما يجب أن تعرفه أن العديد من تلك القنوات عرضت علي العمل معها ورفضت، فإحداهن قالت لي «تعال لكن لا تحاور امرأة ولا ليبراليا ولا صوت موسيقى قلت لماذا؟ فأجاب بصراحة (أبغى فلوس)!! فجاريته وكم تعطيني؟ قال 200 ريال في الشهر فأجبته هذه قيمة حلوى لابنتي!! قال سألمعك فأجبته لا أريدها نجومية زائفة كاذبة وتركته. وقناة أخرى فضائية أرادتني معدا عندها لكنني لما تأملتها وجدتها لا تخرج في شريط رسائلها عن حبوب الحمل والدورة الشهرية، وشلة يجتمعون في بيت يأتيهم الوعاظ، يحدثونهم يخيل إليهم أنهم يديرون الكون بأيديهم. * لماذا لم تنتقل إلى الإعلام الحكومي؟ أم أنه تم رفضك لأسباب مماثلة؟ الظهور على قنوات التليفزيون السعودي شرف كبير، وكنت قريبا من الإخبارية عندما كان يديرها الإعلامي محمد التونسي لكن لم يتم ذلك لانتقاله حينها إلى صحيفة عكاظ، وحصل لقاء بيني وبين سليمان الحمود عندما كان مديرا للقناة الأولى فأسند إلي مهمة أدركت أنها لا تتوافق وقدراتي فاعتذرت، وقبل عام أتاني اتصال من الثقافية فرحبت وطلبت مهلة شهرين لأنني كنت مرتبطا، ومر الشهران والعشرة ولم يعاود الاتصال أحد، لكن لا ينكر أحد أن إعلامنا بحاجة إلى معايير جادة في اختيار المذيعين بعيدا عن المحسوبية، القائمة على من تكون ومن أرسلك؟ ولكن الأمل كبير في وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بأن يصلح ما أفسده الدهر. * تكرر بشكل مستمر عبارة قنوات الصفوة وقنوات «أبو ريالين» على أي أساس تقدم هذا التصنيف؟ على أسس الاحترافية والمهنية، احترام الآخر، الخطط المرسومة، العوائد المادية، التجهيزات التقنية، ثقافة المذيعين وغير ذلك، يا أخي الفرق شاسع بين قناة إعلامية، واستراحة تظن نفسها قناة، قبل خمسة أعوام قال لي أحد أعضاء مجلس قناة دينية يا عبدالرحمن منعوك من الظهور مذيعا بحجة أن لديك ابتسامة تفتن المشاهدات، وفوق ذلك تردد أبيات نزار وتتحدث عن القصيبي بافتخار، ونصحني بوضع الشماغ على كتفي مع العبوس والبعد عن العلمانيين وعسى أن تظهر، فابتسمت، وقلت له أتنازل عن أي شيء إلا عقلي . * هناك من يتهمك بالتقليد، هل كنت تحاول أن تكون «تركي دخيل» آخر؟ تركي الدخيل أستاذ في الحوار وعملاق في الثقافة فتأثري به شرف لا أدعيه وليست تهمة أتهرب منها، وليس عيبا التأثر بمن هو أفضل منك وأحسن، نعم أرفض التقليد أما التأثر فأمر وارد ومقبول. * البعض ردد أنك ستكون من الوجوه الإعلامية السعودية الجديدة في قناة روتانا الإخبارية المنتظرة، ما صحة ذلك؟ سفينة ربانها الأمير الوليد بن طلال أنا على ثقة أنه سيبحر بركابها إلى عالم من المتعة وسيصل بهم إلى شاطئ الإبداع والنجومية، وأتمنى من الكل وليس البعض ترديد هذه الشائعة لعلها تكون حقيقة وعندها سأكتبها في مسيرة حياتي بمداد من ذهب.