تحدث مارتن بروتون، رئيس الخطوط الجوية البريطانية، بلسان حال أحد المسافرين الذين خارت قواهم بعد المرور بإجراءات تفتيش بأحد مطارات بريطانيا، حيث أعلن أن الإجراءات التي تتخذ لأمن المطارات، ومن بينها ضرورة خلع الأحذية، وحل أمتعة الحواسب المحمولة، هي إجراءات زائدة جدا عن الحاجة، ويتحتم التخلص منها. ويبدو أن العمليات الإرهابية، سواء أكانت عمليات ناجحة أم تم إحباطها من شأنها أن تكثف من إجراءات الفحص والتفتيش، ومثل هذه الإجراءات المربكة تصيب ثلثي المسافرين بالانزعاج، فضلا عن أنها تبدد أوقاتهم، وذلك طبقا لمجموعة استهلاكية بريطانية. ولكي يهدئ الغاضبين ويسترضيهم، أخذ اتحاد النقل الجوي الدولي للمطارات « إياتا»، وهو جهاز تنظيم النقل الجوي، يدفع باتفاقيات دولية للأمن، بهدف البحث عن الأفراد المشتبه بهم، ولا تقتصر على البحث عن الأجسام المشبوهة، وذلك حسبما ذكر جيوفاني بيسينياني، المدير العام للاتحاد. ووفقا لمزاعم البعض فإن مثل هذه الإجراءات تعمل على وأد الكثير من التهديدات في مهدها. وتتضمن التفاصيل لمن يصرح لهم بالسفر المرور بأجهزة التفتيش بالمطار، والتدريب على رصد أي سلوك مشتبه به، وتحديد ما إذا كان هناك ضرورة أن يمر مسافر ما بمزيد من التفتيش الدقيق. وهنا تلعب التقنية الحديثة دورا كبيرا، فقد شرعت إسرائيل في استخدام نظام متقدم لديه القدرة على اكتشاف المشتبه بهم، وهو النظام الذي يعرف ب « Wecv »، ويعمل الجهاز على تحليل رد فعل الأفراد عند رؤيتهم صورا فوتوجرافية لإرهابيين معروفين، حيث تثير عندهم رد فعل عضويا يمكن رصده. وتأتي الصعوبة في تطبيق التقنيات الحديثة، في أنها تحاول أن تتخطى العوائق السياسية، فعلى سبيل المثال، في عام 2008، سبق أن رفض البرلمان الأوروبي جهاز الماسح الضوئي، الذي يحاكي أجهزة الأشعة السينية. ولكن يبدو أن هناك تراجعا الآن، وربما هناك أمور مشجعة تلوح في الأفق، حيث صرح فيليب هاموند وزير الدولة للنقل في بريطانيا أن التغيير آتٍ لا محالة.