أكد مبتعثو برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، أن مشكلتهم الرئيسة تكمن في تعقيدات اللغة التي باتت أمرا واشتراطا ضروريا في السنة الأولى وقد تزيد عنها، إضافة إلى هموم مرافقي المبتعثات والمتركزة في المكافآت واختيار الولاية التي تدرس فيها المبتعثة ومحرمها، إلى جانب منع بعض الاجتهادات الشخصية التي يطالب بها العديد من مرافقي المبتعثات. وذكر فهد الجهني «مرافق مع شقيقته» التي تنوي دراسة الماجستير في الفيزياء بأيرلندا، أن الأمور متوافقة مع ما تم من إجراءات «لم أجد أي تعقيد سوى أن بعض الأمور تظل مبهمة، لكن اللقاء التعريفي أوضح لنا الكثير من الأمور التي كانت خافية عنا، إضافة إلى معرفة الواجبات والحقوق وما يطرأ من مستجدات أو عراقيل». أما ماجد الجهني، فأشار إلى وجود بعض المشاكل التي تتعلق بالمرافقين أبرزها إعطاء المبتعث حق اختيار الولاية التي ينوي الدراسة فيها سواء كان مبتعثا أم مرافقا، حيث إن هناك ولايات تكون تكاليف المعيشة فيها غالية وأخرى على العكس، مضيفا أن هنالك مكافآت جيدة ولكنها لا تفي باحتياجات المعيشة والدراسة في بعض الولايات التي تحدد فيها الدراسة. وأكد الجهني وجود مكتب واحد تم اعتماده ولم يسمح لهم بالاجتهادات الشخصية فيما يخص الأمور الشخصية وملاءمتها مع المعيشة في بلد الدراسة. وأوضح علي محمد عسيري، أن لديه ابنا يدرس في أيرلندا، وبعد أن تمت الموافقة على ابتعاث ابنته الأخرى طالب بأن تكون مع أخيها في الدولة نفسها حتى يكون محرما لها، ولكنه فوجئ بأن دراستها كانت في بولندا، والدولتان متشابهتان في الاسم بعيدتان في الموقع. وبين ياسر المحمدي أنه يرافق أخته في دراسة الحاسب الآلي في بولندا «الإجراءات متيسرة نسبيا ولكن المشكلة تبقى في الإجراءات اللاحقة التي تمثل لنا هاجسا عندما نتوجه إلى بلد الدراسة من خلال اختيار السكن والأمور الحياتية الأخرى والتي تهم أي شخص خصوصا إذا كان مرافقا مع امرأة». ويشير نايف عودة اليوبي، إلى أن المشكلة تكمن في بعض المبتعثين الذين يريدون أن تكون أمورهم جاهزة، مؤكدا أنه اجتهد حتى حصل على أمر الموافقة، وأنهى إجراءات الفيزا لدراسة الطب في بولندا. إلى ذلك، وجه وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله الموسى، عشر نصائح لمبتعثي المرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي في ملتقى المبتعثين والمبتعثات بمدينة جدة أمس. وأوضح في محاضرة بعنوان «لقاء مع مسؤول الابتعاث»، أن أولى النصائح التي يجب على المرشحين والمرشحات الاحتفاظ بها وتذكرها في كل وقت «أن يتقي المبتعث الله حيثما كان»، والثانية أن الخطأ ليس عيبا، ولكن العيب أن «يستمر الشخص في الخطأ»، أما الثالثة فهي «تطوير الذات» والعمل على الرقي بها إلى الأفضل. واعتبر الموسى في نصيحته الرابعة، أن المبتعثين «استثمار وطني لا يقدر بثمن»، مما يستوجب بذل جهود كبيرة لتحويل المبتعث إلى شخص منتج وليس مستهلكا، من خلال الهمة العالية في الدراسة والمبادرة وتحقيق الهدف الذي ابتعث من أجله، مشيرا في نصيحته الخامسة إلى أهمية «بر الوالدين» والتواصل معهم من بلد الابتعاث بشكل مستمر، مؤكدا أن هذا الأمر مرتبط بالإنجازات التي سيحققونها طوال فترة ابتعاثهم. وبين في نصيحته السادسة أن المرشحين للابتعاث إذا لم يتمكنوا من تخصيص نحو 12 ساعة يوميا لدراسة اللغة أو التخصص المرشحين إليه، فلن يستطيعوا تحقيق التفوق الذي يدعو إليه شعار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وهي ما تضمنته الرسالة السابعة «خير سفير لخير وطن». وفيما يخص الأزواج المرشحين للابتعاث، يرى الدكتور الموسى في رسالته الثامنة ضرورة الأخذ بمبدأ «الموازنات والتوازنات» في طبيعة الحياة ببلد الابتعاث، ومساندة الزوجين والتسامح وقت الحاجة، دون الرجوع إلى جهات أخرى للفصل في الخلافات، مع مراعاة النصيحة التاسعة وهي «احترام أنظمة بلدان الابتعاث». وشدد الموسى في رسالته الأخيرة للمرشحين والمرشحات على ضرورة «الوفاء للوطن»، والحرص على سرعة العودة بسلاح العلم والمعرفة .