اتخذت عملية خلافة كيم يونج الابن البالغ من العمر 27 عاما لكيم يونج الأب الشكل الرسمي في العاشر من أكتوبر الماضي، أثناء الاحتفالات بذكرى العيد ال65 لتأسيس حزب العمل، لكن ماذا علينا أن نتوقع من حكم هذه الأسرة المالكة الشيوعية التي بدأت بتولي كيم إل سونج الحكم وخلفه كيم يونج إل. إن السبب الظاهري لتنحي كيم يونج إل هو إصابته بمرض في المخ في صيف 2008. كان كيم يونج إل يدير الحكم بنظام السلطة المطلقة. ثم بدأ يطبق الإدارة الجماعية، بشكل تدريجي، وذلك عن طريق ترقية أفراد أسرته مثل أخته كيم كيونج دي، وزوجها شانج سونج تايك وكذلك ترقية بعض المقربين له مثل المارشال دي يونج هو كرئيس أركان حرب. غير أنه يتعين على كيم يونج الذي يسانده الجيش والحزب أن يحقق نجاحا، حتى يقبله الشعب دون تحفظ. هذا وقد وضع المحللون في سيول ثلاثة سيناريوهات للوضع في كوريا الشمالية: الأول: أن تتم الخلافة دون أي عقبات، حيث أعرب روديجيه فرانك، خبير شؤون جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية في جامعة فيينا، قائلا: يبدو أن كيم يونج سوف يكون بمثابة رمز لاستمرار سلالة كيم داخل إدارة أقل استبدادية. الثاني: أن يتم النزاع حول عملية الخلافة في الداخل وبين العشائر المتنافسة على السلطة، بما قد يؤدي إلى التدخل الخارجي. الثالث: أن تحيد عملية نقل السلطة عن الطريق السليم مؤدية إلى ضعف رقابة النظام على الشعب وتقع الدولة في الفوضى، أو في الحرب الأهلية، ما سوف يستدعي التدخل الخارجي. ويتوقع معظم الخبراء في شؤون جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، حتى الآن حدوث السيناريو الأول؛ لأن الصراع على السلطة يبدو قليل الاحتمال؛ لأن النخبة لديها مصلحة في الحفاظ على استقرار الدولة وتوحيد الصفوف، حيث أعرب أندزي لانكوف من جامعة كوكمين في سيول قائلا: إن اختفاء كيم يونج إل قد يؤدي إلى تغيير المعطيات مع إثارة الصراعات القديمة... أما انهيار النظام «السيناريو الثالث» فهو غير محتمل تماما، بسبب عدم وجود أي معارضة أو انشقاق.