«السجن الأكثر إنسانية في العالم» حسب وصف مجلة «التايم» البريطانية هو سجن تم افتتاحه في إبريل 2010 في النرويج بهدف إعادة تأهيل المساجين لبناء أفراد سليمين ضمن مجتمع سليم تقل فيه نسبة المجرمين وعدد الجرائم. هذا السجن من فئة «السبع نجوم»، ويحتوي على أحدث وسائل الترفيه وهو مصمم بأيدي معماريين متخصصين، وأكثر ما يلفت الانتباه هو أن الغرف فيه لا تحتوي على قضبان حديدية كما هي حال السجون الأخرى. وربما يرغب أحدنا في السفر إلى النرويج وارتكاب جريمة لدخول السجن والاستمتاع بوسائل الراحة والهدوء النفسي والعقلي ومجانا أيضا! إضافة إلى تعلم الحرف والمشاركة في مسابقات، ما يعني ضمان المتعة والفائدة معا. لذلك لا أظن أن أي شخص نرويجي يتوانى عن أن يكون مجرما ما دامت عقوبته رحلة جميلة إلى منتجع سياحي وليس إلى سجن تأديبي، بل وربما يشجع أطفاله وأقاربه على ارتكاب الجرائم ليتم تسجيلهم في السجن من باب «الأقربون أولى بالمعروف»، إلا لو كان ضمير المجرم حيا لدرجة أنه يتحسس الإنسانية في التعامل معه كسجين ويتوب عن ارتكاب الجرائم فهذا شيء آخر. إن كان العالم يفكر بأن للمسجون حقا إنسانيا في امتلاك أفضل الوسائل المعيشية، ألا يستحقها المواطن المسالم «من باب أولى» الذي يسعى بكد وعناء لاكتساب لقمته ورغم ذلك يعيش حالة عذاب كما لو كان معاقبا بسبب جريمة. ولكن ما يمكنك أن تفكر فيه الآن هو أنه ما دام السجن في النرويج في حالة رفاهية تامة فكيف هو الحال بشعبها؟!. هل يحصل على جرعات رفاهية فائقة بحيث يبدو له هذا السجن الترفيهي نوعا من العقاب والتعذيب؟!. الجواب هو نعم، أظن ذلك.. لأن النرويج من أكثر البلدان رفاهية، وتتصدر أعلى معدل للتنمية البشرية في العالم.