بعد صراع دام قرابة الأسبوعين في بطولة كأس الخليج لكرة القدم يسدل الستار اليوم على «خليجي 20» عبر مواجهة تاريخية تنافسية تجمع المنتخبين السعودي والكويتي على أرض ملعب 22 مايو في عدن. وعلى الرغم من التاريخ الطويل والعريق الذي يحظى به المنتخبان على الساحتين الخليجية والآسيوية، لم يكن أي منهما مرشحا بقوة لبلوغ المباراة النهائية في خليجي 20 أو على الأقل لم يكونا مرشحين للوصول معا إلى النهائي ولكنهما أعلنا التحدي وتغلبا على جميع العقبات التي واجهتهما على مدار أربع مباريات خاضها كل منهما في خليجي 20 حتى الآن ليتأهلا عن جدارة إلى المباراة الختامية. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الكويتي «الأزرق»، صاحب الصولات والجولات في بطولات كأس الخليج التي حققها تسع مرات، حقق المعادلة الصعبة في البطولة الحالية وعاد بقوة إلى عهد الإنجازات ببلوغ المباراة النهائية للبطولة بعد أن فشل في الفوز باللقب أو حتى الوصول للنهائي منذ فوزه باللقب التاسع عام 1998 . وما يطمئن الكويت عدم خسارته للمباراة النهائية طوال البطولة حيث كانت المرة الوحيدة التي حصل فيها على المركز الثاني في البطولة عام 1979 عندما أقيمت البطولة بنظام دوري من دور واحد وحل وصيفا خلف العراق. لذلك يسعى الأزرق إلى الحفاظ على سجله الرائع في المباريات النهائية والتتويج بلقبه الخليجي العاشر ليعزز بذلك موقعه في صدارة السجل الذهبي للبطولة. وفي المقابل، يحتل المنتخب السعودي المركز الثاني في قائمة أكثر المنتخبات فوزا باللقب الخليجي وذلك برصيد ثلاثة ألقاب وبالتساوي مع نظيره العراقي. وعلى الرغم من السجل الحافل للمنتخب السعودي «الأخضر» في البطولة الخليجية حيث أحرز المركز الثاني في خمس بطولات أخرى كان آخرها البطولة الماضية التي استضافتها عمان في مطلع العام الماضي وتوجت بلقبها، لم يلتق المنتخب السعودي نظيره الكويتي في المباريات النهائية سوى مرة واحدة وذلك في عام 1974 ولكن الفوز في هذه المباراة النهائية كان من نصيب المنتخب الكويتي وبأربعة أهداف نظيفة. وخاض كل من المنتخبين الكويتي والسعودي البطولة الحالية وهما يرغبان في الاستعداد الجيد لبطولة كأس آسيا التي تستضيفها قطر الشهر المقبل وذلك أكثر من رغبتهما في المنافسة على اللقب. وعلى الرغم من الصحوة التي تعيشها الكرة الكويتية في العام الحالي بعد عقد كامل من الإخفاق وتراجع المستوى، كان الهدف الأول للمنتخب بقيادة مديره الفني الصربي جوران توفازيتش هو تقديم عروض جيدة واكتساب الخبرة والثقة قبل كأس آسيا. ونجح بالفعل في تحقيق هذه الأهداف ولكنه أحرز إلى جانبها بعض الأهداف الأخرى ومنها الوصول للنهائي عن جدارة بعدما تصدر مجموعته في الدور الأول للبطولة بالفوز على قطر 1/صفر وعلى اليمن 3/صفر والتعادل السلبي مع المملكة. وفي الدور قبل النهائي للبطولة، قدم الكويت عرضا مميزا كلله بالفوز الثمين على نظيره العراقي بضربات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل 2/2 . ويحتاج الكويت إلى استجماع كل قواه وخبرته للتغلب على الأخضر العنيد في مواجهة مكررة لمباراة الفريقين بالدور الأول للبطولة. ويعتمد توفازيتش على مجموعة متميزة من اللاعبين بعد استعانته بأبرز نجومه استعدادا لكأس آسيا. ويبرز ضمن نجوم الأزرق في خليجي 20 كل من بدر المطوع العقل المحرك وفهد العنزي وحمد العنزي ويوسف ناصر إلى جانب حارس المرمى نواف الخالدي المساهم في بلوغ النهائي خاصة بعد تصديه لجزائية محمد الشلهوب في الدور الأول . ويعتبر حماس لاعبي الأخضر السلاح الأقوى الذي يعتمد عليه المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو المدير الفني للفريق في لقاء اليوم خاصة بعد إراحته لمعظم نجومه الأساسيين استعدادا لخوض كأس آسيا. ونجح لاعبو الصف الثاني بالمنتخب السعودي المدعومين ببعض عناصر الخبرة مثل محمد الشلهوب في الاختبار الصعب وتأهلوا بجدارة إلى النهائي بعدما احتلوا وصافة المجموعة عن طريق الفوز الكبير 4/صفر على اليمن ثم التعادل سلبيا مع الكويت و1/1 مع قطر. وفي الدور قبل النهائي للبطولة، تغلب الأخضر السعودي على نظيره الإماراتي ليحجز مكانه في النهائي للبطولة الثانية على التوالي. ويبحث المنتخب السعودي عن تعويض خسارة البطولة الماضية على أرض البلد المضيف وتحقيق الفوز على نظيره الكويتي في النهائي .