في المستقبل القريب «لا سمح الله» لن نعود بحاجة إلى ساقين، فالتقنية الحديثة في صنع الحاجيات لا تبشر بالخير.. الفكرة أن العديد من الشركات التي تصنع أدوات الاستخدام البشري أصبحت ترفقها بوسائل الراحة، حقيبة وفي خلفها كرسي مع «سكوتر» مجانا، «دراجة هوائية» مع كرسي، وأرى في ذلك تحاملا على العرب وتشجيعا على الراحة حتى يقتلونا بالسمنة! وأظن أنهم قد يفكرون قريبا في صنع بنطال مع كرسي حتى يتسنى لك الجلوس أينما كنت، فطريق الاختراع سهل بالنسبة إليهم ووعر بالنسبة إلينا من جميع النواحي، في النهاية هم المستفيدون، إلا أن فكرة الحقيبة المريحة المرفقة بكرسي قد تنفع الطلبة في بعض المدارس التي تحتفظ بكراسي من عهد توحيد المملكة! وحتى نحمي الطالب من البواسير بسبب الجلوس على كراسي قاعدتها الخشبية تشبه مفرش الإبر الذي يمشي عليه الصينيون المولعون بالطاقة الجسدية، أو قد تنفع المتسوقين الذين ينتظرون الفرج أمام الأسواق لعدم وجود كراسي انتظار أو استراحات. وكنت أتمنى لو أنهم اخترعوا دورات مياه يمكن حملها مع الحقائب إلى حين يكتمل بناء دورات المياه العامة، أو حقائب مرفقة بدراجات نارية، لكن أظن أنها ستكون للرجال فقط وستطالب النساء بقيادة الحقيبة النارية، أو حقائب تحتوي على جهاز تكييف مثلا، ما يجب أن نعرفه أن التقنية مع الوقت تفرض علينا لزاما استخدامها، فقبل ظهور الهاتف مثلا كان الناس يتدبرون أمرهم بإرسال الرسائل، ثم مع ظهوره ومرور الوقت أصبح ضرورة من ضرورات الحياة، والآن لم يعد يكفي استخدام الهاتف بل لا بد من الهواتف الجوالة بل أصبحت الهواتف الذكية أكثر ضرورة، ولكن علينا أن نعرف إلى أين تتجه بنا هذه التقنية، ما هو تأثيرها على الصحة والبيئة والاقتصاد العام؟ بالأحرى كيف يمكن تسخيرها وتصنيعها لتلائم طبيعة الحياة دون أدنى خسائر؟