اعتبر عدد من المختصين أن احتضان المجتمع للمرضى النفسيين يعد أحد دعامات العلاج وشفاء المرضى أو على الأقل تحجيم أمراضهم ومنعها من الاتساع، مشيرين إلى أن ظهور المرضى الهايمين على وجوههم في الشوارع هو أحد إفرازات إهمال الأسر لأبنائها المرضى وإهمال علاجهم. وأشاروا في أحاديثهم ل«شمس» أن هؤلاء المرضى في أمس الحاجة لمواصلة العلاج اللاحق من أجل احتوائهم خاصة أن بعضهم يمكن أن يشكل خطرا على من حوله إذا تفاقمت حالته وهذا ظاهر في القضايا والحوادث التي تتلقاها مراكز الشرطة. وقال المواطن ياسر الخمعري إن لديهم شابا مريضا نفسيا في حيهم يمثل تهديدا للسكان فلا يستطيعون الخروج من منازلهم إذا شاهدوه «أين أسرهم؟ وأين العلاج الذي يقدم لهم؟ وكيف يتركون وهم في أمس الحاجة إلى من يرعاهم؟.. يجب أن نعي خطورة مثل هؤلاء المرضى ونقدم لهم يد العون والمساعدة، ففي إحدى المرات قام هذا الشاب بتكسير زجاج محل في إحدى الأسواق، بل ورشق الدوريات الأمنية بالحجارة بعد أن حضرت للموقع إثر تلقيها بلاغا بما قام». صعوبة الاندماج أما الدكتور علي زايري «طبيب نفساني» فأكد أن بعض الأمراض النفسية تصعب على مرضاها عملية الاندماج في المجتمع أو الأسرة حتى بعد علاجهم؛ وذلك لعدة أسباب منها تأثير المرض عليه، حيث تسبب بعض الأمراض النفسية صعوبة في استبصار المريض بمرضه أو الأمور التي تدور من حوله وقد يسيء فهم واستيعاب التصرفات الطبيعية التي تحدث حوله فقد يفهمها أنها ضده أو يراد بها إيذاؤه ما يسبب له خوفا وبالتالي الابتعاد والهرب عن محيطه. وأضاف أن أهم عنصر في علاج المريض النفسي هو الدعم الأسري والاجتماعي واحتضان المريض من قبل أسرته، فبعض الأسر يتخلون عن أبنائهم المرضى ويهملون زيارتهم في المستشفيات وقد يلقون تجاهلا بعد خروجهم وعدم ترحيب فيضطرون للنوم في أي مكان والتجول في الشوارع والطرقات. مسؤولية تشاركية ولفت زايري إلى أن المؤسسات الصحية تشترك في المسؤولية عن المريض النفسي فعليها توفير نوع من الدعم العلاجي خارج المستشفيات النفسية، والاستقصاء عن أوضاعه للاطمئنان عليه وحتى لا يشكل لها عبئا آخر، فالمريض الذي لا يلتزم بالعلاج تنتكس حالته ويعود إلى المستشفى في وضع نفسي مترد ما يستلزم تنويمه من جديد «لو وضع نظام متابعة للمريض خارج المستشفى لتم توفير كثير من الوقت والمال والجهد ولساعد ذلك على استقرار المرضى لفترة زمنية أطول من الوقت الحالي الذي يخرج فيه المريض من المستشفى ليعود إليه بعد عدة أيام». وأشار إلى أن هناك برامج صحية في بعض الدول لمتابعة المرضى النفسيين في منازلهم، حيث إن هناك بعض الصعوبات في حضورهم إلى المستشفيات، فمن الممكن إرسال ممرض إلى منزل المريض لتذكيره بالعلاج وإعطائه بعض الأدوية التي تم صرفها له من قبل طبيبه والوقوف على ظروفه الصحية، فقد ينصحه بمراجعة الطبيب. وأكد زايري على أنه لا يوجد خطورة من المرضى النفسيين فهم شريحة بحاجة إلى المساعدة والاهتمام من المجتمع فكثرتهم تشير إلى وجود خلل في الخدمة المقدمة لهم وضرورة إعادة النظر في طريقة علاجهم الحالية ومحاولة التخفيف من عجزهم الجسدي والعقلي والنفسي. إعادة التوافق من جهة أخرى أكد الاختصاصي الاجتماعي بشير اللويش أنه لا يمكن إعادة التوافق بين المرضى النفسيين ومجتمعهم إلا من خلال خطوات مهمة وأهمها تغيير أو تحريك قناعات كل مريض نحو التغيير الإيجابي في الحياة، وكذلك محاولة رفع المستوى الثقافي لدى المجتمع نفسه؛ لكي يتم قبول المرضى مع العمل الجاد من قبل المؤسسات العلاجية نحو ترتيب وتطوير البرامج العلاجية الحالية واللاحقة لهم. وأشار إلى أنه يوجد تقصير في الجانب التوعوي والتثقيفي، مع ملاحظة أن هناك نقصا في الجهات المعالجة، قياسا بأعداد المرضى وهذا جانب يجب الالتفات إليه «أهم شيء الحملات الإعلامية وتفعيل الجانب التطوعي من قبل ذوي الخبرة؛ لما لهذا الجانب من دور بارز في المساعدة على حل كثير من الإشكاليات». قضاياهم 1 % إلى ذلك أكد المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي أن الحوادث والقضايا المسجلة لديهم ضد المرضى النفسيين لا تتعدى 1 %. مشيرا إلى أن بعض القضايا ترصد من قبل الشرطة مباشرة أو عبر بلاغات المواطنين ويتم التعامل مع الحالات وفق الأنظمة المتبعة «بعد التأكد من حالته النفسية من قبل المختصين يتم تحويله إلى أحد المستشفيات المتخصصة في هذا المجال». وأضاف أن بعض الأسر تطلب مساعدتهم في الإمساك بأبنائها المرضى من أجل إدخالهم للمستشفى لتلقي العلاج. وعن بعض قضايا المرضى النفسيين مثل سرقة السيارات والتعدي عليها وإزعاج المرافق الحكومية فأشار إلى أنه يتم التحقق أولا من مدى إصابتهم بتقارير من الطب النفسي