يقوم المعسكر العربي بالتهديد، ولكن هل ستتجاوز هذه التحذيرات التصريحات البسيطة؟ فقد وعد محمود عباس «بقرارات تاريخية» أمام وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في سرت «بليبيا» لاتخاذ قرار فيما إذا كان يتعين على الفلسطينيين استئناف النقاش مع إسرائيل، في ظل رفض الدولة العبرية الإيقاف وليس التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية، وطالب الوزراء العرب واشنطن بمواصلة الضغط على إسرائيل. وكان رئيس السلطة الفلسطينية قد ألمح إلى أنه قد يستقيل إذا فشلت المحادثات بسبب الخلاف الدائم، حيث أكد عباس مرة أخرى أمام قادة المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفسطينية، التي تؤيد هي الأخرى إيقاف المحادثات، حيث قال: إنه لا يمكن إجراء مفاوضات مباشرة ما دامت إسرائيل مستمرة في الاستيطان، غير أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بعد ذلك بعدة ساعات قد أجرت معه اتصالا هاتفيا للتذكير بالجهود الأمريكية لإنجاح عملية السلام، مشيرة إلى الضغوط التي يخضع لها عباس من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي الذين يرون أن التراجع الفلسطيني عن استئناف المحادثات «سابق لأوانه» ولكن الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها مصر والأردن ناشدوا عباس بعدم وقف المحادثات، وذلك على العكس من المتشددين وعلى رأسهم سورية والجزائر، الذين لا يرون أي فائدة في استمرار المفاوضات التي يعتبرونها دون جدوى. وماذا بوسع الزعيم الفلسطيني أن يفعل، خاصة مع تشاؤم المقربين منه؟ حيث صرح كل من ياسر عبد ربه ونبيل شعث المقربين من عباس لأحد الدبلوماسيين الغربيين في القدس قائلين: «ليس هناك أي أمل في حكومة نتنياهو». وقد أجاب أحد السفراء العرب في باريس عند سؤاله عن تنحي عباس قائلا: «إنه أمر مستحيل، حيث أضاف قائلا: إن عباس قد ربط مصيره بالمفاوضات مع إسرائيل، فكما أن التنحي يعني فشله فإنه يعني تحديدا ما يطلبه منافسوه الإسلاميون في حماس، وهو لا يستطيع أن يمنحهم مثل هذه الهوية». ويرى الجانب العربي أن فرصة استئناف المحادثات لا يمكن أن تدوم للأبد، ومن هنا تأتي الفكرة التي تداولها البعض حول طرح مسألة الاستيطان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لإرغام إسرائيل على قبول الشرعية الدولية.