بجرأة أدبية سيطر عليها النزوع للمغامرة، افتتح القاصان طاهر الزارعي وأحمد العليو أمسيتهما الأدبية التي أقيمت بنادي الأحساء الأدبي أمس الأول، ما دعا أحد النقاد إلى القول إنهما يعبران عن كبت أدبي مشترك. وقدم مدير الأمسية رئيس لجنة الإعلام في النادي جعفر عمران اللقاء قائلا هناك «حكايات وشخوص وأحداث ولغة وأماكن نشاهدها في هذه الأمسية في لغة سردية نتعرف عليها من خلال قصص يسردها القاصان». وقرأ طاهر الزارعي عدة قصص من ضمنها قصص قصيرة جدا، ولكنها تطلبت الجرأة كمكون جوهري، ك «احتفاء على تخوم الحشرجة» و «قيامة تعتقل الشهقة» ففي الأولى استطاع الزارعي -وفق وصف عمران- أن يرسم لوحات أحسائية عفوية عبر توظيفه لطيور الحمام التي ترقص في سماء الأحساء كل صباح، ومن خلال هذه اللقطة استحضر عادات وتقاليد ماضية بصورة فنية بعيدة عن الوقوع في التقعير والدهاليز المظلمة التي تعكر صفو القصة وأحداثها. وفي الثانية استحوذ بطل القصة «أبوتأشيرة» على مسامع الحضور بعدما تحول النص لفيلم قصير أو شبه رواية جسدت ذاك المختل عقليا بصورته الغارقة في التفاصيل اليومية. أما أحمد العليو فقرأ من قصصه «بيت جدي، بثغر باسم، رحلة حب، عواء الجسد» من إصداره الأخير «الجسر» وجاءت قصصه متكئة على حكايات صغيرة عابرة في يومياته، ولكنه يقبض عليها ولا يسمح لها أن تفلت منه دون أن يؤرخها في ذاكرته ويسردها قصصا صغيرة تشغله، وهو ما اعتبره الناقد محمد الحرز مؤشرا على امتلاكه لغة سردية بإمكانها أن تصف كل البيئي المتنوع، مضيفا أن هناك نقطة مشتركة بين الزارعي والعليو، فهما يملكان السرد المكبوت لشخصياتهم. وقال الكاتب إبراهيم الطويل إن أحمد العليو يسير بين حدائق متنوعة من القيم والمواضيع الاجتماعية بلغة جميلة وذات ذوق رفيع ينم عن زخم لغوي رائع يحويه قلم الكاتب