«ما الذي يخطر ببالك؟».. لم تغِب تلك الجملة ولم تتأثر بكثرة التحديثات التي يتحفنا بها الموقع الشهير «الفيس بوك» رغم المستجدات التي طرأت عليه أخيرا، فبقيت على حالها على عكس البشر هناك يتبدل حالهم، فبين فينة وأخرى يطل بمنشور يختلف عن سابقه ومشاعر مختلطة تعتريهم لحظتها. هل من الضرورة هنا وجود أكثر من خيار لنوع المشاركة كأن تكون على شكل قائمة تمثل حالته «أدب، شعر، موقف، تقنية.. إلخ»، وتظهر للأصدقاء من خلال الصفحة الرئيسية وعلى أثرها يتم التفاعل كل بحسب اهتمامه؟ هنا لا أنكر أن الأكثرية تبحث عن الإشباع الروحي، لكن في اعتقادي سيكون التصفح أكثر فائدة ومتعة بعدما أصبح «الفيس بوك» المناخ الجديد في حياتنا تتلاقح من خلاله الأفكار وتتقارب المشاعر وحتى الهموم، ومرد ذلك إلى أن هذا العالم لا تحكمه قوانين ثابتة أو حتى أعراف، وكل شيء فيه قائم على الحقيقة والمجاز، هو مبتكر ووليد اللحظة فكرة وحضورا، وإن كانت التجربة لم تنضج بعد وتحتاج إلى جيل قادم وبقوة ليحقق إبداعه كونه بدأ أولى الخطوات بالربط بين أرضه الافتراضية والواقع وحقق ذاته بعيدا عن أي مقاعد أو حتى أحجام، فبمجرد امتلاكه الأداة يستطيع تسطير إبداعه وفق خططه المعدة مسبقا، ومن خلال أداة البحث نفسها يختار الجميع ما يناسبه من القائمة. من زاوية أخرى بدأ الجميع يتذمر من التحديثات الجديدة التي تزج بهم دون استئذان داخلها ويرونها اختراقا للخصوصية وإزعاجا بالإشعارات والرسائل المتوالية طوال اليوم مما اضطرهم إلى مغادرة المجموعات للخلاص منها. عودا على ذي بدء يحتاج هذا العالم للكثير من التحديثات حتى يتناسب مع ما وصلت إليه النشاطات الاجتماعية من ثقافات وقضايا وحفظا للحقوق وليس لونا لحائطه ولا نغمة موسيقية لنافذة الدردشة!