«نحن أبناؤكم.. الله يخليكم.. ماذا نفعل بعد تخرجنا؟».. عبارات تلقائية باحت بها حناجر المرشحين والمرشحات للدراسة في الخارج وأنصت إليها بحرص شديد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث الدكتور عبدالله الموسى في حوار اتسم بالشفافية خلال ملتقى المبتعثين في مرحلته السادسة والذي انطلق، مساء أمس الأول، بالرياض. ورغم بعض إجابات الموسى المرحة والقريبة من الطلاب لكنها كانت تؤكد أن الفرص متاحة أمام الخريجين لكنها تحتاج إلى من يبحث عنها فقد تساءل أحد الطلاب عن مصيره إذا عاد من اليابان مثلا بشهادة في اللغة اليابانية «لو عقدت صفقة مع شركة توشيبا ب 50 مليون ريال تغنيك، وخبراتك هناك سيتم الاستفادة منها داخليا فسوق المال السعودية تقدر بنحو 32 مليار دولار أمريكي» وطرح بعض الطلاب أسئلة تتعلق حول إمكانية التحويل من تخصص إلى آخر أو من بلد إلى آخر فكانت إجابة الموسى «اللي تبون.. ليست هناك أي مشكلة.. أنتم مخيرون». الالتزام والمسؤولية وأكد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث خلال اللقاء على ضرورة أن يتحلى الطلاب المبتعثون بأقصى درجات المسؤولية والالتزام وتجنب كل ما يسيء إليهم وإلى بلدهم فهم سفراء لوطنهم. وأشار إلى أن أحد الطلاب كان قد حذر من الاجتماع بطلاب معينين لكنه لم ينصت للتحذير فحملوه بعض الممنوعات وها هو الآن سجين». ونصح الطلاب بأن يكونوا أكثر فطنة وإدراكا فالسيئون لا يريدون إلا أن يغرقوا غيرهم فيما غرقوا فيه. اختراقات للطلاب وحذر الموسى من الاختراقات الأمنية والثقافية والسياسية التي يتعرض لها بعض الطلبة، وما يضمره البعض من حسد على هذا الوطن وعلى قادته، وهذا ظاهر في دعاويهم في وسائل إعلامهم ومنها قضايا قيادة المرأة للسيارات والحجاب «الأندية الطلابية والملحقيات الثقافية وجدت من أجلكم لكي لا تخوضوا في هذه المهاترات مطلقا، فالدولة هيأت لكم كل شيء.. التأمين الصحي والرسوم الدراسية والمكافآت وسبل العيش برفاهية جيدة وغيرك من أبناء دول أخرى ليس لديهم بعثات أو يدرسون على حساب قروض بنكية.. الدولة ما قصرت معكم.. نريدكم أن تلتفتوا إلى دراستكم». التواصل مع الأسر ودعا الموسى الطلاب إلى الإحسان بالوالدين والالتزام بمعايير البعثة حتى يحصلوا على درجاتهم العلمية التي بعثوا من أجلها فهم سيفتخرون بكم في مجالسهم «ما أقسى أن تعود لوالديك وأنت تجر أذيال الفشل وتتحجج بأعذار وتلقي باللوم على الآخرين». وأشار الموسى إلى قصة طالب جاء بصحبة والده الذي كان يشكو حرقة على ابنه ومستقبله الذي أخفق دراسيا فقلت له «يا خال ابنك أطول مني ومنك وما قصر عليه عبدالله بن عبدالعزيز أعطاه المنحة لكن نتائجه ضعيفة وهذه تقاريره فأمسك بعقاله وضرب ابنه أمامي»، هناك أنظمة ومعايير وهناك 49 ألف متقدم للابتعاث اختير منهم تسعة آلاف وهذا العدد سيصفى. كما دعا المبتعثين للاتصال بوالديهم.. فبعض الأمهات يشتكين من انقطاع أبنائهن عنهن لفترات تصل إلى 20 يوما.. هل يعقل أن تتركوا والديكم كل هذه المدة دون أن تطمئنوهم عليكم؟!.. هناك حالات كثيرة جدا في هذا الإطار. أمور فنية من جانب آخر أكد مدير برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي الدكتور ماجد الحربي أن قرار الابتعاث تصدره الوزارة قبل بداية الدراسة الفعلية في بلد الابتعاث بثلاثة أشهر ولا يسمح للمبتعث السفر إلا قبل شهر من ذلك. وقال في محاضرته بعنوان «خطوات الابتعاث قبل السفر» «إن هناك أمورا فنية يجب على طلاب البرنامج القيام بها قبل السفر إلى دولة الابتعاث، مثل الحصول على قبول لمعهد اللغة والجامعة بالنسبة إلى طلاب المرحلة الجامعية وقبول لغة لطلاب الدراسات العليا وكذلك إصدار التأشيرات المطلوبة». وأوضح مدير برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أن إدارة البرنامج تتعاون مع سفارات وقنصليات دول الابتعاث لتسهيل استخراج التأشيرات لطلاب وطالبات البرنامج، لافتا إلى أن الطلاب المبتعثين إلى بولندا هم أول الطلاب المغادرين في مجموعة «بكالوريوس الطب» بأوروبا، حيث سيغادرون في نهاية شهر يناير القادم، يليهم طلاب اليابان في أواخر فبراير وبداية شهر مارس، وأخيرا طلاب هولندا في شهر إبريل من العام ذاته. أما المدير العام للبعثات الدكتور ناصر الفوزان، فأشار إلى أن الملحق الثقافي في دولة الابتعاث هو المسؤول عن جميع ما يتعلق بالطلاب في الشؤون الأكاديمية وغيرها من الأمور التي تهم الطلاب وتهم تحصيلهم ومستواهم الدراسي. وأوضح أن صرف المكافأة للطالب يبدأ من تاريخ وصوله إلى دولة الابتعاث وتسجيله وفتح ملف له في الملحقية. مشيرا إلى أن مدة الدراسة للغة عام واحد تمدد إلى 18 شهرا، مع الأخذ في الحسبان الطلاب الذين يدرسون بلغات غير الإنجليزية مثل اليابانية والفرنسية وغيرها، محذرا اللجوء إلى المكاتب التجارية التي تحضر قبولات في جامعة غير معتمدة أو يوجد بها تكدس. ولفت إلى أن بعض الجامعات تشترط للقبول الدراسة لمدة 15 أسبوعا في معهد اللغة بالجامعة إضافة إلى الدرجات المطلوبة في الاختبارات التي تطلبها الجامعة ومراعاة التخصص في تسجيل المواد الاختيارية. وشدد الدكتور الفوزان على ضرورة أخذ موافقة الملحقية قبل حذف أي مادة أو فصل دراسي، حيث إن هذا الأمر ربما يؤدي إلى إلغاء بعثة الطالب وهو من الأخطاء الشائعة لدى الطلاب وكذلك الانتقال من دولة إلى دولة أخرى وتغيير التخصص بالإضافة إلى تغيير الجامعة. يذكر أن الملتقى سيختتم أعماله اليوم بثلاثة محاور هي تهيئة المبتعث، ومعادلة الشهادات واللقاء العام .