كشفت رحلة العودة من المشاتي التهامية استمرار ضعف طريق عقبة ضلع الرابط بين منطقتي عسير وجازان في استيعاب الكثافة العالية للسيارات والمركبات العابرة في الاتجاهين، رغم إنجاز المرحلة الأخيرة من مشروع التحسين الذي كلف ما يقارب 450 مليون ريال من تعبيد وإنارة وعمل أنفاق للطريق الذي تعبره 30 ألف سيارة يوميا في الأوقات العادية، ويرتفع الرقم إلى 50 ألفا خلال نهايات الأسبوع والعطلات بحسب تقرير سياحي أصدرته الغرفة التجارية الصناعية في أبها. وخلال الأيام القليلة الماضية شهد الطريق حركة نشطة بعد انقضاء عطلة عيد الأضحى، حيث عاد الآلاف من سكان عسير إلى بلدانهم ومدنهم خاصة أبها، بعد رحلة قصيرة إلى المشاتي التهامية على شاطئ الشقيق والدرب. وكان يوم الجمعة الماضية الأكثر ازدحاما، حيث رصدت «شمس» توقفا تاما للحركة على المسارين الوحيدين للطريق، وكذلك على مداخل الطريق. واعتبر عدد من المواطنين أن الطريق بحاجة إلى عمل ازدواج حتى يكون قادرا على التعامل مع الكثافة المرورية العالية، مشيرين في الوقت نفسه إلى دهشتهم من تطبيق «نظام ساهر» على الطريق دون إعلان مسبق، ما زاد من حالة الاختناق في مدخل العقبة، لدى النقاط المرورية. وقال حسن أبو موسى إن مشروع العقبة كان نقلة نوعية في مشاريع الطرق بعسير وكذلك ما صاحبه من تحسينات وبعض التوسعات في أعلى العقبة من إلغاء العديد من التحويلات والمنعطفات، إلا أن التطلعات كبيرة لتحويل طريق العقبة بكامله إلى طريق مزدوج يسهم في انسيابية حركة المرور من أعلى العقبة وحتى أسفلها. وعبر عن دهشته من تطبيق «نظام ساهر» على الطريق والذي فوجئ به المسافرون بعد وصولهم إلى أعلى العقبة، حيث تم تقييد السرعة ب 90 كيلومترا في الساعة «عند نزولي مع أسرتي إلى الدرب لم يكن النظام مطبقا لكن عند صعودنا فوجئت بالنظام وبأول مخالفة لي». وأشار حسن المالكي الذي يعمل في مستشفى خميس مشيط إلى أنه يعاني مع أسرته خلال العودة من قريته في جبال فيفا خاصة في فصل الشتاء، حيث إن الزيادة الكبيرة في أعداد النازلين إلى أسفل العقبة، وهو ما يتطلب العمل بشكل عاجل على ازدواج الطريق وهي خطوة ستحدث نقلة نوعية في المنطقة. وأكد الباحث الاقتصادي علي مرعي أهمية ازدواج الطريق لأن العقبة تمثل رابطا اقتصاديا قويا باعتبارها همزة وصل بين منطقتي عسير وجازان، إضافة إلى ارتباطها بالطريق الدولي إلى اليمن والذي يعبره آلاف التجار والباعة أسبوعيا لتسويق منتجاتهم في مدن منطقة عسير، غير التدفقات الكبيرة للسكان بحلول نهاية الأسبوع وكذلك عطلات العيدين ومنتصف العام الدراسي. ودعا إلى وضع لوحات إرشادية بوجود «نظام ساهر» على الطريق وذلك لأخذ الحيطة والحذر. من جهته أكد مدير مرور منطقة عسير العميد حنش الشهري ل«شمس» أن إدارته تدعم فكرة تحويل طريق عقبة ضلع من طريق مفرد إلى مزدوج أولا وذلك بسبب ازدحام الطريق، حيث سيسهم في انسيابية الحركة. وأشار إلى أن إدارة المرور شاركت مع عدة جهات حكومية لوضع اللوحات الإرشادية والعلامات العاكسة على امتداد الطريق. أما عن «نظام ساهر» الجديد المطبق في عقبة ضلع فأشار إلى أنه سبق الإعلان عن تدشين النظام في شهر رمضان الماضي وعمل له حملة دعائية كبيرة، ولكن للأسف البعض ينسى بسرعة: «النظام سيقلل من التهور الذي يمارسه بعض السائقين في هذه العقبة وذلك لتفادي أي خطر وهذا النظام أثبت نجاحه في كثير من المدن السعودية التي طبق فيها قبل عسير وحتما سوف يسجل نجاحا كبيرا وانصياعا للنظام وتقيدا من الجميع به» .