شهدت خدمة الاتصالات المتنقلة بالسوق السعودية تطورات مذهلة خلال الأعوام الأخيرة على صعيد الانتشار ونوعية الخدمات وأسعارها، حيث وصل عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة بنهاية النصف الأول من العام الجاري، حسب أحدث تقرير لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 47 مليون مشترك، وبمتوسط نمو سنوي تراكمي بلغ 43 %، ونسبة انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة في المملكة تبلغ الآن نحو 172 %، وهي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 67 %، إذ يبلغ متوسط معدل الانتشار في الدولي النامية 57 %، وفي الدول المتقدمة 114 %. وتمثل الاشتراكات مسبقة الدفع الغالبية العظمى 85 % من مجمل اشتراكات الاتصالات المتنقلة، وهو معدل يتسق مع التوجه في الأسواق المماثلة حول العالم. وفي سياق خدمة الاتصالات الثابتة بلغ عدد الخطوط العاملة للهاتف الثابت بنهاية الربع الثاني من العام الجاري نحو 4.3 مليون خط، منها نحو 2.3 مليون خط سكني أي ما يمثل 74 % من إجمالي الخطوط العاملة، وقد ارتفعت نسبة انتشار الهاتف الثابت بالنسبة إلى المساكن قليلا إلى نحو 68.6 %، و بلغت نسبة الانتشار للسكان نحو 15.7 %، أو 158 خطا هاتفيا لكل ألف من السكان، وهو معدل أقل بقليل عن المتوسط العالمي البالغ 17.8 %، لكنها أعلى من المتوسط في العالم العربي وهو 10.5 %، وأعلى كذلك عن معدل متوسط الانتشار في الدول النامية الذي يبلغ 13.5%. وفي خدمة النطاق العريض ارتفع عدد المشتركين من 64 ألفا عام 2005 إلى أكثر من 3.2 مليون اشتراك بنهاية النصف الأول من العام الجاري، وبلغ متوسط النمو السنوي التراكمي أكثر من 180 % سنويا خلال الأعوام الأربعة الماضية، وهو ما يعد تحسنا كبيرا وسريعا في توافر توصيلات النطاق العريض. ووصلت نسبة انتشار خدمات النطاق العريض بالنسبة إلى السكان إلى نحو 12 %، في حين بلغت نسبة انتشار النطاق العريض للمساكن نحو 34 % بنهاية النصف الأول من العام الجاري. ويلاحظ أن خطوط المشتركين الرقمية DSL تمثل نحو 42% من مجموع الاشتراكات في خدمات النطاق العريض، فيما تمثل الخطوط اللاسلكية الثابتة والاتصالات المتنقلة ذات النطاق العريض نحو 57% تقريبا. ومن المتوقع أن تزداد وتيرة النمو في خدمات النطاق العريض مع توسع نطاق المنافسة من قبل مقدمي الخدمة وزيادة الطلب على خدمات الإنترنت وزيادة الوعي باستخداماته، وقيام الشركات المرخصة الجديدة بنشر وتوسيع شبكاتها وإطلاق خدمات جديدة للمستخدمين. وتعتبر خدمات النطاق العريض حاليا هي الأساس في مصادر الدخل الجديدة للشركات، وسيكون سوق خدمات البيانات وخدمات النطاق العريض معا المحرك الرئيس لنمو سوق الاتصالات في الفترات المقبلة. أما خدمات الإنترنت فزادت نسبة انتشار الإنترنت بمعدل عال خلال الأعوام الماضية، حيث ارتفع العدد من مليون عام 2001 إلى ما يقدر ب 11 مليون مستخدم بنهاية النصف الأول من العام الجاري. وأرجع التقرير أسباب النمو إلى زيادة الوعي بفوائد الإنترنت، والتوسع الكبير في خدمات النطاق العريض، والانخفاض في أسعار أجهزة الحاسب وخدمات الاتصالات والإنترنت، علاوة على تعزيز فوائد الإنترنت التي وفرتها بعض العوامل مثل تزايد توفر المحتوى المحلي، مواقع اللغة العربية، والخدمات الإلكترونية مثل تطبيقات التعاملات المصرفية عبر الإنترنت، والتجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية .