استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية في هذا الأسبوع سنتكلم عن الشق المعرفي لإدارة المشروع التجاري والذي ينقسم إلى قسمين: فني وإداري. القسم الفني هو العمود الفقري لمشروعك. فكلما أوغلت في التعرف عليه وإتقان تفاصيله سواء كان مشروعك بيع سلع أو خدمات كان كلامك مقنعا، تتضح هذه في نبرة الصوت وعمق القرارات. الشخص الملم بالتفاصيل الفنية لمشروعه تجده يتكلم بثقة ويعطي السائل أكثر مما سأل. إضافة إلى أنه يستطيع أن يدير مشروعه فنيا بطريقة ربما لا تبدو واضحة المعالم للآخرين ولكنها بكل تفاصيلها مرسومة في عقله وقلبه. المعرفة الفنية للمشروع في غاية الأهمية ولكن هناك فقرة صغيرة ومهمة تحتاج إلى أن تبديها للجنة التقييم وهي أنك أيضا تتابع التطورات الفنية لمشروعك من خلال قراءة المجلات المتخصصة أو حضور المعارض ذات الصلة أو حتى دورات تدريبية تطويرية. أما القسم الإداري والمقصود به تحديدا المحاسبة والتسويق فهما الضابطان للمشروع؛ حيث يعملان على تقديم المنتج النهائي للزبائن من خلال مفاهيم التسويق ثم يقاس مدى ربحيتها من عدمه من خلال العمليات المالية. إن إتقان مهارتي التسويق والمحاسبة قبل «أكرر قبل» الدخول في تفاصيل المشروع يعطيه فرصة جيدة للبدء ثم للنجاح. لكن لماذا قبل بداية المشروع وليس بعده؟ إن المعرفة بأصول التسويق والمحاسبة ستكون عاملا مهما على عمل دراسة جدوى حقيقية قابلة للقياس وتخلو أو على أقل تقدير تقل فيها التوقعات العاطفية لنجاح المشروع. ولو أردنا أن نعمل معادلة بسيطة للعوامل الثلاثة، المعرفة الفنية ومهارتي التسويق والمحاسبية لوجدناها كالتالي: معرفة فنية + مهارة تسويقية + مهارة محاسبية = الوصول للزبائن المستهدفين بشكل يضيف للزبون قيمة للسلعة أو الخدمة المراد شراؤها. عندما تترجم استعدادك النفسي في المقابلة الشخصية مدعوما بدراسة جدوى محترفة عملتها بنفسك تبين بها مدى معرفتك الدقيقة بالتفاصيل الفنية لمشروعك ومنضبطة بمهارات تسويقية ومحاسبية يجعل لجنة التقييم تنظر للمشروع بعين جادة. لكن بقي عليك الفرع الأخير وهو دراسة بيئة مشروعك من حيث الفرص والمخاطر التي تحيط به، وهذا ما سوف نتكلم عنه في الأسبوع المقبل، إن شاء الله. *