كان موسم الحج فرصة مناسبة للكثيرين للحصول على مصادر رزق بطرق مختلفة، منها الشرعي وغير ذلك، وهو كل ما يشمل حظرا شرعيا للارتزاق أو يخالف نظاما عاما بحيث تتحقق مصالح ضيقة على حساب المصلحة العامة، والأنظمة دوما تراعي تلك المصلحة العامة حفاظا على حقوق الجميع، ومخالفتها تعتبر سلوكا غير مقبول على نحو ما فعل بعض الشباب الذين خالفوا الأنظمة من أجل الكسب غير المشروع من خلال عمليات المساعدة والتيسير للحافلات المحملة بالحجيج المخالفين للأنظمة وتعليمات الحج وتسهيل سفرهم بتجاوز نقاط التفتيش بمقابل مادي يفوق 2000 ريال عن كل حافلة. ولأن طريقة الكسب غير شرعية وتخالف الأنظمة كان لا بد أن تكون بطريقة ملتوية، استفادوا فيها من خبرتهم ومعرفتهم بالطرق الصحراوية وأماكن البر ليعبروا من خلالها بحمولاتهم البشرية المناطق الصحراوية والقرى القريبة من الطريق السريع من الرياض إلى مكة. ورغم نجاح شرطة الطائف ونقاط أخرى تفتيشية في منطقة مكةالمكرمة تواجدت على الطرق السريعة المؤدية إلى المنطقة المقدسة في إعادة كثير من الحافلات والسيارات المحملة بالحجيج المخالفين لأنظمة الحج، إلا أن هناك عددا من الحافلات والمركبات الصغيرة تمكنت من إيصال عدد كبير من الحجيج المخالفين للأنظمة بمساعدة ومساندة من قبل شباب وطلاب المرحلة الثانوية. يعترف «ب. ع» بأنه ممن ساعدوا حافلتين في المرور من خلال الطرقات الصحراوية مقابل ألفي ريال عن كل حافلة «أعترف بأنني خالفت الأنظمة، ولكن الحاجة المادية أجبرتني على القيام بذلك، حيث ساعدت حافلتين في سلوك طريق صحراوية ليست بعيدة عن الخط السريع وبعد أن قطعنا 20 كيلومترا وتجاوزنا نقطة التفتيش قبل عشيرة، منحني صاحب كل حافلة 1000 ريال وعدت إلى مساعدة السيارات الصغيرة كونها أسرع وحصلت من كل سيارة على 500 ريال، فخرجت في يومين بأكثر من 6000 ريال». آلاف في ساعات « م. س» ممن يسكنون أحد المراكز التي تبعد عن الطائف 200 كيلومتر ساعد بعض أصدقائه في فك السياج الحديدية التي تفصل بين الخط السريع والبر – منعا لدخول الإبل والحيوانات «قمنا بفك ما يسمح بدخول الحافلة، وقبل كل نقطة تفتيش نسلك الطرق الصحراوية إلى أن نتجاوزها ونعود مرة أخرى للخط السريع»، موضحا أنه نجح في كسب 8000 ريال «بعد انتهاء الحج توجهت إلى الطائف لتسهيل عمليات الحافلات العائدة المحملة بالمخالفين وخرجت مع أحد أبناء عمومتي بأربعة آلاف ريال في بضع ساعات». ويستطرد «قد تستغرب لو قلت إن هناك من استغلوا طرقا أشد مخالفة مني، حيث إنني سمعت أن هناك من ساعد آخرين ممن يقودون حافلات أو مركبات من خلال نقاط التفتيش مستثمرين علاقاتهم الأسرية». خطر ليس في الحسبان ولم يفت ذلك الكسب غير المشروع «سعد. ك» الذي يدرس في المرحلة الثانوية، وذكر أنه حصل على ما لم يحلم به طوال عمره، حيث لم يمسك قط مبلغا بفئة 500 ريال «حين منحني صاحبي 500 ريال لم أصدق أن معي هذا المبلغ الذي لم أكن أتوقعه إلا حين أتوظف». ويضيف «قمت بدور المساعدة لأحد أبناء حارتنا الذي خرج بأكثر من عشرة آلاف ريال أعطاني منها 500 كوني لم أذهب إلا مرة واحدة»، موضحا أنه كان ينوي العمل في هذا المشروع المخالف لأنظمة الحج لولا أن أحد أبناء عمومته تم القبض عليه من قبل المرور وهو يحمل ركابا مخالفين للأنظمة، ورغم محاولاته للتملص منهم إلا أنه سرعان ما تم القبض عليه ولا يعلم بما سيحدث معه». ويشير إلى مصدر خطر لم يكن في الحسبان «بعد أن سلكنا أحد الطرق الوعرة المليئة بالمطبات والحصى والأعشاب داخلني الخوف، حيث فوجئنا بأكثر من شخص يحملون أسلحة بيضاء في نهاية السياج يطلبون مبالغ، وقد كشف لي زميلي أنهم من إحدى القبائل وقد منحهم زميلي 500 ريال بعد أن كاد الوضع يتطور من معركة كلامية إلى مشاجرة»