هطلت أمطار غزيرة على العاصمة المقدسة عصر أمس استمرت ساعة كاملة دون أن يتم تسجيل أي خسائر بشرية وسط الحجاج أو السكان، فيما واصلت فرق الدفاع المدني استعداداتها المكثفة تحسبا لأي طارئ خصوصا في المشاعر المقدسة، حيث نشرت 31 فرقة إنقاذ في جميع المربعات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام واستعانت بالمروحيات للمتابعة والرصد. وكانت الفرق الأمنية وفرق الدفاع المدني انتشرت ميدانيا فور هطول الأمطار وتوزعوا على أماكن ازدحام المركبات والشوارع الأكثر عرضة لحدوث تجمعات مياه الأمطار بها، فيما شرعت مديرية الدفاع المدني في إرسال الرسائل القصيرة عبر الهواتف الجوالة تطالب بالابتعاد عن الأودية والجبال والمناطق المتأثرة بالأمطار. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالحج الرائد عبدالله العرابي الحارثي أنه فور ورود تحذير الرئاسة العامة للأرصاد في تمام الساعة 3.25 عصرا لمركز القيادة والسيطرة بشأن سقوط أمطار غزيرة على العاصمة المقدسة والمشاعر، تم تخصيص عدد من الوحدات وفرق الحماية المدنية والسلامة لرصد مواقع تجمع مياه الأمطار في مشعر منى والعاصمة المقدسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وصولها إلى مخيمات الحجاج، وتوفير مسارات بديلة لحركة الحجاج تحسبا لتسرب المياه إلى شبكات الأنفاق ومتابعة شبكة تصريف مياه الأمطار مع إسناد الموقف ب 17 فرقة إنقاذ قوارب وخمس فرق إنقاذ و25 آلية ثقيلة وخفيفة مجهزة تجهيزا كاملا للمواقع المعرضة للخطر من قوة الطوارئ والإسناد كما تم دعم الموقف ب 14 فرقة إنقاذ من عرفة ومشاركة طائرات الدفاع المدني العمودية. وأضاف الرائد الحارثي أن الفرق والوحدات كانت جاهزة لإخلاء الحجاج من مشعر منى إلى مراكز الإيواء إذا استلزم الأمر ذلك، حيث تم تطبيق خطة مواجهة السيول والأمطار وارتفعت نسبة الجاهزية إلى 100 % بعد تحول تنبيه الأرصاد إلى تحذير. وأشار الحارثي إلى أن الأوضاع في العاصمة المقدسة والمسجد الحرام والمشاعر مطمئنة وفي الحدود الآمنة، حيث سجل ارتفاع منسوب المياه إلى 16 ملم بمشعر منى وأنه لا يوجد ما يدعو للقلق، حيث لم يتم تسجيل أي حالات إصابة أو وفيات بين الحجاج بسبب الأمطار وأن درجة الخطورة لا ترقى لتنفيذ عمليات إخلاء للحجاج إلى مواقع الإيواء المخصصة لذلك، مع استمرار تمركز قوات الإسناد والطوارئ في مواقعها على أتم الاستعداد تحسبا لأي تطورات. من جهة أخرى أكد الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة المقدم علي المنتشري أنه لم ينجم عن الأمطار أي خسائر في الأرواح فيما أصيب عدد من المركبات بأعطال نتيجة تجمعات المياه في بعض الشوارع. وأشار إلى مشاركة الدفاع المدني ب 90 فرقة متنوعة الاختصاص بقيادة مدير إدارتها العميد جميل أربعين ومساعده لشؤون العمليات العقيد سالم المطرفي. أن أكثر الأماكن التي شهدت تجمعا للمياه هي شارع الكلية التقنية بحي العمرة ودوار الأنتر بأم الجود وميدان الشهداء بحي الزاهر وتقاطع الششة مع العزيزية وشارع الحج. إلى ذلك نفى المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ما تردد عن وجود تسربات لمياه الأمطار لحقت بقسم الرجال بالطابق الثاني لمستشفى الملك عبدالعزيز في الزاهر. وكانت مصادر مطلعة أكدت ل«شمس» أن تسرب المياه أدى إلى نقل مرضى القسم إلى أقسام أخرى تحسبا لحدوث تلوثات بالقسم وخشية وصول المياه إلى التمديدات الكهربائية بالقسم .