أتذكر قصة أحد الطلاب المبتعثين هنا في أمريكا، فؤاد وزوجته، وهو أحد الطلبة الذين جاؤوا للدراسة لا لغرض آخر، وتشهد عليه درجاته. فؤاد وزوجته في أول مجيئهما أكملا كل أوراقهما المطلوبة، وانتظما في الدراسة ولا شاغل يشغلهما، ولكن هذه الحالة وهذه الراحة مع الدراسة لم تدم طويلا لأنها ليست من عادات الملحقية أن تجعل الطالب «بحال سبيله»! إذ كان لفؤاد وزوجته بعض المراجعات في المستشفى بخصوص الزوجة لأنها في أواخر أشهر حملها وفجأة - وبلا سبب كالعادة - ألغي الضمان الصحي للزوجة عن طريق الخطأ؛ وأصبحت كل مراجعات تلك الزوجة على حساب فؤاد الخاص، وحسابه لا ندري هل هو لمصاريفه التي يحتاج إليها أو لتسديد رسوم المستشفيات؟! والعجيب في الأمر بعد الاستفسار والاتصال على الملحقية وطلب الضمان الصحي للحاجة الماسة والضرورية قيل له: قد نتمكن من حل هذه المشكلة بعد ثلاثة أشهر، أي بعد أن تلد الزوجة - بالسلامة - بكم شهر!. لا ضير إن حدثت مشكلة حول شيء ما في شتى مجالات الحياة؛ فالحياة كلها هكذا، لكن المعضلة أن نعلم بهذه المشكلة، وأن حلها لا يتجاوز المعقول ولا نستطيع أن نفعل شيئا لنصلحَ هذا الخلل. ما المقصود من مثل هذه التصرفات؟ بمعنى آخر، الموظفون في هذه الملحقية هل أصل وجودهم صنع العراقيل والمطبات الصناعية حرصا على سلامة المبتعثين مثلا؟ كيف يركز فؤاد - و100 ألف - مثل حالته على دراستهم ومثل هذه المشكلات لا تزال عالقة بهم؟ هل جاء فؤاد ليحل مشكلاته مع الملحقية أم ليدرس؟ ترسل الملحقية خطابا «نهنئكم بعيد الأضحى المبارك» ولا ندري من الضحايا!.