استغلت العديد من الملاحم «محال الجزارة» انزعاج المواطنين والمقيمين من ارتفاع أسعار «الأضاحي الحية» التي يعرضها تجار المواشي وقررت كسر حدة الركود الذي تعانيه بخوض باب المنافسة على بيع الأضاحي، بطرح أنواع مختلفة من الخراف البلدية والمستوردة وبأسعار تراوحت ما بين 700 ريال و1200 ريال، في مقابل خراف حية يبيعها تجار المواشي بأسعارتصل من 1600 إلى ألفي ريال للخروف، لا حسب النوع والحجم، فيما اتجه البعض إلى نظام الوكالة في الأضحية بدفع 410 ريالات ثمنا للأضحية تدفع لإحدى الجمعيات الخيرية التي تشتري الخروف وتوزعه على الفقراء حسب الشرع الحنيف. ويقول محمد صادق، أحد العاملين في الجزارة «لدينا العديد من الأصناف من حيث النوع والحجم، والغالب أن الزبون يريد السعر الأفضل ولا سيما أنه فضل المجازر عن سوق المواشي». وحول رؤية شيخ سوق الأغنام المركزي في أمانة جدة شيبة الشيخي، لارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، فإنه يرى أن موجة الغلاء التي شهدتها سوق الأعلاف في الآونة الأخيرة، كبدت أصحاب المواشي مبالغ مالية كبيرة في تأمين الشعير والبرسيم، فارتفعت أسعار المواشي بمعدل أعلى من ارتفاع أسعار الأعلاف. وعن مدى مساهمة استيراد الأغنام الإفريقية في ضبط الأسعار بالسوق المحلية يرى رئيس لجنة المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة سليمان الجابري، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الزراعة، تبذل كل جهدها لتوفير احتياجات السوق من المواشي الحية، وبتيسير إجراءات استيراد المواشي، وآخرها السماح بفتح ميناء جازان للاستيراد من دول القرن الإفريقي، ودعم مستوردي الأعلاف مع توفير البدائل الأخرى للشعير في ظل ارتفاع أسعاره، مشيرا إلى أن هذه الجهود الحثيثة ساهمت في عدم ارتفاع الأسعار بشكل أخطر بعد ارتفاعها في الدول المصدرة وقلة المعروض، إضافة إلى دخول مشترين جدد من الدول المجاورة. وأكد الجابري أنه من المخطط أن يصل إلى ميناء جدة الإسلامي حتى وقفة عرفات أكثر من مليون رأس من الأغنام الصومالية والسودانية، لتغطية احتياجات مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، وكذلك السوق المحلية، حسب الخطة الموضوعة لها التي تحدد مواعيد وصول هذه الشحنات، مشيرا إلى أن وصول جزء من هذه الشحنات الكبيرة ساهم في استقرار الأسعار، وقال «ورغم ذلك فإن أوضاع السوق في المملكة تعد الأفضل بين أسواق الدول المجاورة»، وأكد تأمين أكثر من 75 % من حاجة السوق بالاستيراد الخارجي «ولذلك فإن أسعار السوق ترتبط بالأسعار في بلد التصدير، وتمثل الأغنام الصومالية والسودانية في الوقت الحاضر أكثر من 60% من حجم المستورد». وفي جولة بأسواق الباحة قفزت الأسعار مجددا مع بدء العد التنازلي للعيد، وتجاوزت أسعار الأضاحي 1750 ريالا للرأس النعيمي، وتبين أن هناك شحا في أضاحي المستورد، وتحدث أحد تجار المواشي بقرية خيرة محمد قطل بأن مستوى العرض عال جدا ويكفي الحاجة الفعلية للاستهلاك، مضيفا أن الزيادة في حجم المعروض وصلت 25 % عن مستويات العام الماضي، وأن أسعار الحجم الكبير ذي الجودة العالية تتراوح بين 1450 و1550 ريالا للرأس، ومن المرجح أن ترتفع الأسعار بنسبة 30 % يوم وقفة عرفات بسبب زيادة الإقبال .