بعد أن خدم معظم نجوم فريق القادسية الأول لكرة القدم ناديهم لأعوام طويلة وساهموا في صناعة الكثير من الإنجازات التاريخية أصبح النسيان يطويهم مثلما طوى الاعتزال بريقهم الإعلامي مثل أبناء بورشيد عبدالرحمن وعارف وصاحب التسديدات القوية غازي عسيري. أسماء بدت رياح النسيان تذروهم في الهواء في ظل عدم تكريمهم من قِبل الإدارات القدساوية المتعاقبة الواحدة تلو الأخرى. ولأن بوادر التكريم بدأت تلوح في الأفق عقب حفل التكريم الذي أقيم لمحمد الفرحان مهاجم فريق القادسية السابق فقد ترددت أنباء عن نية إدارة عبدالله الهزاع تنظيم ليلة حفل تكريم جماعية لهؤلاء النجوم. «شمس» بدورها توجهت لأصحاب الشأن وبعض المنتمين إلى الوسط القدساوي لسؤالهم عن مدى تقبلهم للتكريم الجماعي وما إذا كان النجم السابق محمد الفرحان هو الذي يستحق التكريم وحده أم أن الأمر الواقع يحتم عليهم القبول بمثل هذه البادرة. الإدارات مجحفة البداية كانت من عند عارف بورشيد أحد النجوم الذين حققوا كأس العالم للناشئين مع المنتخب السعودي ونجم الفريق القدساوي في حقبة الثمانينيات الذي أبدى عدم رضاه بتجاهل إدارات القادسية طوال الأعوام الماضية: «للأسف الشديدة أن الإدارات التي مرت على القادسية طوال السنين الماضية مجحفة في حق نجومها المعتزلين، فالتطنيش هو مصيرهم ودليلي على ذلك ما عاناه النجم الكبير سعود جاسم حتى يقام له حفل اعتزال فكيف بالنجوم من بعده». وحول سعي إدارة عبدالله الهزاع لإقامة حفل تكريم جماعي أوضح: «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه»، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم فأقول للهزاع «مشكور ما قصرت» ولكني كلاعب معتزل خدمت النادي والمنتخب السعودي أرى أنه من الإجحاف أن يقام حفل اعتزال جماعي لأنه تقليل من شأن النجم المعتزل وأنا عبر «شمس» أرفض ذلك، ومن يوافق على ذلك من المعتزلين فهذا شأن يخصه». وعن مبادرة الهزاع لإقامة حفل محمد الفرحان قال: « دعك من الفرحان وغيره فهو نجم قدم للفريق واستحق التكريم وأنا حتى لا يقال إن عارف مكابر ويريد ويريد أنا أجزم بأن العاقل يوافقني بأن النجم الكبير والخلوق عبدالرحمن بورشيد هو من كان يستحق التكريم والأجدر بذلك من محمد الفرحان وهذه حقيقة لا بد من ذكرها». حرج شديد فيما أكد الكاتب والناقد الرياضي عادل الملحم المهندس والمسؤول الأول عن اعتزال اللاعب محمد الفرحان أنه هو الذي جلب النصر للمشاركة في اعتزال الفرحان وأبدى اعتزازه بإحضار النصر لاعتزال أي نجم قدساوي: «أنا من وجهة نظري أرى أن مسألة إقامة حفل اعتزال في الزمن الحالي أصبحت صعبة وفيها حرج شديد على إدارات الأندية والأدلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال النجم الخلوق نواف التمياط الذي أخذ سلفة من قِبل الأمير عبدالله بن مساعد حتى يقيم حفل اعتزاله، بالإضافة إلى النجم الخلوق في نادي الاتفاق عبدالله صالح الذي لم يستطع إقامة حفل اعتزاله بسبب عدم وجود الممول». قلب الهزاع على النادي ويرى غازي العسيري أحد نجوم القادسية السابقين في عهد الثمانينيات أن الإدارة تحدد موضوع تكريمهم كنجوم سابقين خدموا النادي سواء كل لاعب بمفرده أو كما يقال حفل جماعي: «الإدارة تشكر على تفكيرها في تكريمنا ولكي أكون منصفا فعبدالله الهزاع قلبه على النادي وعلى إخوانه المعتزلين فأثناء إجرائي للعملية الجراحية زارني في المستشفى وفي المنزل». وعند سؤاله عن إقامة مهرجان اعتزال للفرحان على الرغم من أنه يسبقه في الملاعب أوضح: « الفرحان لاعب خلوق خدم النادي والمنتخب واستحق التكريم وفيما يخصني أنا فكما ذكرت مسبقا هذا أمر يخص الإدارة فنحن أناس نكرم وهذا بحد ذاته تشكر عليه الإدارة ». ويؤكد أحمد الرويعي القائد السابق لنادي القادسية أن اللاعب محمد الفرحان حسب الأمر بالشكل الصحيح: « الفرحان شخص اجتهد وسعى ونال ما يريده وفيما يخصنا نحن كلاعبين سابقين خدموا النادي وسعي الإدارة جاهدة لتكريمنا فهذا أمر تشكر عليه ولنكون أكثر عقلانية ونتكلم بالمنطق فتكريم كل نجم بحد ذاته شيء مكلف ومتعب ومرهق جدا للإدارة». الناقص والعاجز صاحب المبادرة رئيس القادسية عبدالله الهزاع دافع عن فكرته في تكريمه للنجوم في ليلة واحدة وهاجم كثيرا منتقديه: «الناس أجناس فهناك ناس تنتقد وناس تؤيد وناس تشكر، وبصراحة هذه الفكرة تراودني منذ فترة طويلة وهي تكريم نادي القادسية لأبنائها الأوفياء في ليلة جماعية نفرح بها جميعا ونستعيد فيها الذكريات وأتمنى من الجميع الوقوف معي في هذه الفكرة حتى ترى النور». وعن رأيه عن تذمر البعض من هذه الفكرة وحصرها على ليلة جماعية بل البعض شبهها بليلة الزواج الجماعي أجاب: «للأسف دائما ما ينتقد سوى الإنسان الناقص والعاجز والذي لا ينظر إلى الوراء والباحث دائما عن الإسقاطات والتقليل من جهود الآخرين وللأسف عندما كرم الفرحان وحده سعى الكثير من الأشخاص لتعكير حفل الاعتزال وتخريبه والآن عندما تغيرت الفكرة وهي تكريم النجوم في ليلة واحدة، الوجوه نفسها بدأت تظهر وتسعى للتخريب ولكن كما ذكرت سابقا هذا شيء لا يستفزني وسأسير للأمام حتى ترى الفكرة النور بتوفيق رب العباد ووقفة رجالات القادسية» .