في ظهره شكل سمكة ظننتها في البداية وشما ولكن قيل لي إن أمه «توحمت» على سمكة، وحينما لم يأتوا لها بسمكة ظهرت على شكل «وحمة» في ظهر ابنها.. هذه طبعا شائعة قديمة بأن المرأة الحامل تشتهي شيئا معينا وإن لم يجلبوه لها فإنه يظهر في أبنائها. وتتفنن النساء في اشتهاء الأشياء أثناء الحمل، وما أحلى أن تشتهي فاكهة أو خبزا أو شيئا سهل الجلب، ولكن أن تبحث عن لبن العصفور أو الشباتي الهندي وهي في بلاد الواق واق، أو أن تشتهي الكبسة في منتصف الليل فهذا هو التعذيب بعينه. الكثير من الدراسات أثبتت أنه لا دخل لاشتهاء المرأة الحامل للطعام بالوحمة، إنما هي تهيؤات باشتهائها شيئا معينا غرسته في رأسها العادات والتقاليد القديمة، فالمرأة الحامل تكون بحاجة ماسة للغذاء لتكفي حاجة جسدها وحاجة الجنين، ومن الطبيعي أن الإنسان في حالة الجوع يتخيل ما لذ وطاب ويبدأ باشتهاء أنواع من الطعام. ومن الغرائب التي أسمعها حول اشتهاء المرأة الحامل أن امرأة كانت تشتهي النظر في أطفال الأفارقة الذين يبيعون المسواك عند الحرم المكي، وامرأة أخرى كانت تشتهي أكل «المنتو» طوال الوقت وهي عبارة عن أكلة من ثقافة دولة أفغانستان تحتوي على روائح نفاذة تتسبب في قتل النباتات والكائنات الحية المجاورة لأنها تستهلك نصف مخزون الدولة من البصل!. كل هذا يهون أمام أن تشتهي الحامل أمرا يضرها، وهنا يأتي دور التوعية في فترة الحمل وما قبل الحمل، ويجب أن يكون الوعي عاما للمرأة وزوجها أيضا بمراحل الحمل، وما يجب أن تتناوله وما لا يجب، ولا يكون هذا فقط مقتصرا على الطعام بل أيضا على الحالة الصحية بشكل عام الجسدية والنفسية لأن الجنين قد يتأثر بكل ما تتأثر به المرأة الحامل فيجب الحذر وزيادة التوعية.