بعد أن تلقى الفيصلي خسارة موجعة في بداية موسمه الرياضي في دوري زين السعودي للمحترفين، استجمع قواه وقلب الموازين.. ربما لم يخدمه جدول المسابقات الذي وضعه أمام فرق قوية لها حضورها بعيدا عن الفرق التي تلعب بنفس مستواه، فكانت النتيجة لقاحا قاده إلى تقديم نتائج كبيرة تجاوز بها أزمة الخمسة الهلالية ليبدأ التصحيح بتعادله الذي أوقف النصر، وتصاعد أداؤه من مواجهة إلى أخرى. الصربي زلاتكو داليش مدرب الفيصلي رفع راية التحدي في وجه مدربي دوري زين المعروفين، وأعلن صناعة اسمه في الساحة الخليجية انطلاقا من حرمه مستمدا سلاحه من مقولة «يلا شباب». جميع ذلك في هذا الحوار الذي بين أيديكم، فإليكم ما دار فيه: كيف تفوقتم على أندية لها باعها في دوري زين السعودي من خلال حصد 19 نقطة؟ نحن سعيدون ومرتاحون جدا بهذه النقاط، وهدفنا البقاء في الدوري، وبعد أن نحصد نقاط البقاء نتطلع لتقديم مستويات أفضل في المباريات المقبلة. هل تبرير تعثر الفريق في البداية بمواجهة فرق كبيرة مثل الهلال والاتحاد والنصر، شماعة لبعض أخطاء الانطلاقة؟ الجدول كان صعبا جدا خصوصا في بداية الدوري، حيث قابلنا فرقا قوية مثل الهلال والاتحاد والاتفاق ثم النصر، وللأسف حصدنا نقطتين في أربع مباريات وعندما بدأنا نلعب مع فرق في مستوانا حققنا النقاط، وستجد الفرق الكبيرة صعوبة في مواجهة الفيصلي خلال الدور الثاني لأنه أصبح يلعب بشكل أفضل. دفاع الفيصلي من أضعف الخطوط الخلفية بالدوري، حيث استقبلت شباكه 20 هدفا، وعلى العكس يعتبر هجومه من أقوى الفرق تهديفا بنفس المعدل، فما سر هذا التباين؟ هذا يدل على طريقة لعبنا الهجومية؛ لأننا لا نحب اللعب بطريقة دفاعية، وأرى أن نخسر بنتيجة أربعة لثلاثة أفضل من الخسارة بهدف. وإذا اطلعنا على الإحصاءات فإن الأهداف التي هزت شباكنا كانت بواقع خمسة أهداف من الهلال وأربعة من ركلات جزاء، أي 11 هدفا فقط دخلت مرمانا، ولا نحب أن نذكر مباراة الهلال التي نحاول تناسيها لأننا لم نكن موفقين فيها. كيف ترى كرة القدم في المملكة بعد أن عايشتها عبر تجربة الفيصلي؟ الدوري السعودي صعب جدا خصوصا في وجود خمس فرق من الفرق الكبيرة والغنية باستقطاب لاعبين محليين وأجانب على مستوى عال جدا وبمبالغ مالية عالية، ولكن بقية الفرق على مستوى واحد ومن الممكن أن تفوز على بعضها وتكون متقاربة في المستوى والنقاط، وبشكل عام الدوري السعودي صعب جدا جدا. من ترشح لتحقيق لقب دوري زين؟ حتى الآن ومن متابعتي للمباريات السابقة، أرى أن الفريقين المرشحين هما الهلال والاتحاد، وأرشح الهلال بشكل أكبر. من يعجبك من لاعبي دوري زين؟ أجانب الهلال رادوي ونيفيز وويلهامسون متميزون جدا، والسعوديون هم الأهم بما أننا في الدوري السعودي، وكل ناد من الكبار لديه لاعبون مميزون؛ فمثلا في الاتحاد نرى نايف هزازي، وفي النصر عبدالرحمن القحطاني، وفي الهلال ياسر القحطاني، وبإمكانهم الاحتراف خارج المملكة، وغيرهم من اللاعبين المميزين الذين لا تحضرني أسماؤهم الآن. هل أنت راض عن أجانب الفيصلي في ظل ثقة إدارة النادي بك لاختيارهم؟ تحقيق الفيصلي 19 نقطة نجاح كبير يعود لمجهود اللاعبين ومنهم الأجانب الذين كان لهم دور في ذلك، ولكنني لا أحب أن أفرق بين الأجانب والمحليين، وأنا راض تماما عن الفريق بشكل عام وراض عن الأجانب كل الرضا؛ لأنهم أثبتوا حتى الآن حضورهم في المباريات وكانوا على مستوى الثقة. أثناء الاستعداد للدوري خضت الوديات بمهاجمين، فما الذي جعلك تعتمد على مهاجم واحد في منافسات الدوري؟ في البداية أخذت فكرة كاملة عن اللاعبين والدوري بشكل عام، وكان الأفضل أن ألعب بالتشكيل المفضل بالنسبة إلي 4/2/3/1؛ أي أن ألعب برأس حربة واحد، ومهاجمونا يلعبون بنفس الطريقة، لذا لا أحتاج لوجود مهاجمين، وهذا التكتيك أثبت نجاحه حتى الآن. هل لديكم نية لتدعيم الفريق بلاعبين محليين أو تغيير أحد الأجانب خلال فترة التسجيل الثانية؟ إذا كان بالإمكان الحصول على لاعبين مميزين فهذا يسعدني، ولكن يبقى بعد فترة التسجيل الثانية سبع مباريات فقط، وهذا لا يستدعي التغيير لأن من سيأتي للفريق سيحتاج للتأقلم مع الفريق أي أنه لن يجهز قبل نهاية الدوري ولكن قد ندعم بلاعب أو لاعبين حسب الظروف، مع الرغم من أنني أرى أنه لا داعي لجلب لاعبين جدد خاصة أن الفريق يسير بشكل متوازن. ألا يؤثر تواضع خبرة إداريي الفريق الكروية على تعاملهم مع اللاعبين؟ أنا مرتاح مع إداريي الفريق مدلج المدلج ومحمد المطيري اللذين يعملان بشكل جيد، وبيننا تعاون كبير ونتناقش دائما وأقدم لهما الاقتراحات من واقع خبرتي، وهما يقدمان عملا مميزا وعلى أكمل وجه، ولا يهم إن كانا لعبا كرة قدم أو لا. بماذا تفكر في الدور الثاني، خاصة بعد أن عرفت الأندية قدرات الفيصلي العالية؟ ستكون المباريات في الدور الثاني صعبة على جميع الفرق، وكل فريق سيبحث عن جمع النقاط؛ لأنه لن يكون هناك مجال للتفريط في النقاط؛ لذا سيكون الدور الثاني صعبا جدا، وعلينا أن نلعب بشكل جيد ولدينا خطط جديدة بالنسبة إلى المباريات القادمة، سنحاول من خلالها حصد النقاط للبقاء في الدوري ثم الحصول على أحد المراكز الثمانية الأولى. يلاحظ حرصك على ارتقاء اللاعبين بالتعامل الاحترافي، فما نسبة تطبيق اللاعبين لما تريد؟ هذه مشكلة كبيرة ليست في الفيصلي فقط، حيث لا تزال هناك مشكلة في الاحتراف خصوصا فيما يتعلق بالانضباط بالمواعيد واحترامها من ناحية حضور التدريبات والمواعيد الأخرى وبالنسبة إلى لاعبي الفيصلي وبعد انقضاء أربعة أشهر أنا الآن راض تماما بالنسبة إلى وجود الاحتراف لديهم ولكن مع مرور الوقت سيكونون أفضل. وأضاف مازحا: أنصح كل مدرب يأتي للتدريب في المملكة أن يحفظ كلمة «يلا شباب»؛ فهي وسيلة لنداء اللاعبين لأنه لا بد أن تدعوهم دائما للتدريب دون أن تنتظرهم يأتون إليه. ألا تعتقد أن نتائج الدور الأول ستغرق اللاعبين في الثقة المفرطة خلال الدور الثاني؟ أنا كمدرب لن أسمح بذلك؛ لسبب وحيد أننا لم نحقق حتى الآن هدفنا في الحصول على نقاط البقاء ولمعرفتي باللاعبين أعتقد أن هذا الشعور لن يكون موجودا لديهم وطموحهم أكبر لحصد النقاط لأن النقاط التي جمعوها جاءت بعد جهد وتعب؛ لذلك لن أسمح لهم أن يضيعوا جهدهم وتعبهم. كيف ترى علاقتك بالإعلام؟ وهل ترى أنه أنصف الفيصلي؟ علاقتي بالإعلام جيده وأرحب بأي إعلامي دون تردد وبكل سرور وبصراحة في أول عشرة لقاءات لم ينصف الإعلام الفيصلي وإن كتبوا شيئا فلا يكاد يذكر ولكن في آخر المباريات رأيت انتعاش إعلامي تجاه الفيصلي وأصبحوا يتابعونه بشكل جيد وذلك يعود للنتائج المتميزة وأنا أتفهم وضع الإعلام بالبحث عن الأندية الكبيرة ولكن يجب الالتفات للفرق الصغيرة خصوصا الصاعدة حديثا والتي تقدم مستويات مميزة. وأنا متابع بشكل جيد للإعلام من خلال المترجم بلال فارس لأكون على اطلاع بما يكتب عن فريقي والفرق الأخرى ومتابعة كل المستجدات في الأندية الأخرى. بماذا تود أن تختم حديثك؟ أشكر الإدارة وعلى رأسها رئيس النادي فهد المدلج الذي أعطاني الثقة لأكون مدربا للفيصلي وسأكون عند حسن ظنهم بي، وأحيي كل جماهير ومحبي الفيصلي خصوصا أن حضورهم في المباريات الأخيرة أصبح أكبر من قبل، وأطلب منهم أن يبقوا معنا ويدعمونا بحضورهم، وأنا أعلم أن اسمي بالنسبة إلى منطقة الخليج غير معروف مثل المدربين الآخرين، ولكن سأثبت من خلال عملي بنادي الفيصلي بأني مدرب مميز