تفتق ذهن مئات من الشباب العاطلين عن العمل عن حيلة مبتكرة لسلب الأموال التي رصدت لمستحقي إعانة الضمان الاجتماعي، متساوين بحصولهم على تلك الإعانة مع العجزة والمرضى من كبار السن والأرامل والأيتام من غير القادرين على العمل ومن لا تتوافر لديهم أي مصادر للدخل، فقد اكتشف هؤلاء المحتالون أن الطريق الأقصر لخزانة إعانة الضمان الاجتماعي الشهرية مجرد تقرير طبي يستخرج بطرق ملتوية من أحد مستشفيات الصحة النفسية بمنطقة جازان، حيث يؤكد ذلك التقرير المشبوه إصابة صاحبه بمرض نفسي مستعص: انفصام ذهاني، أو اكتئاب، أو غيره من الأمراض النفسية الخفية التي لا تبدو آثارها ظاهرة على الشاب المتقدم للإعانة. ولأنه من الصعب خداع كل الناس طوال الوقت، فقد تكشفت ملامح عدم صحة هذه التقارير الطبية النفسية وعدم أحقية هؤلاء الشباب بإعانة الضمان الاجتماعي، حيث لاحظ عدد من الباحثين الاجتماعيين بمكتب الضمان الاجتماعي بجيزان من خلال فترات خارج الدوام أن هؤلاء الشباب من مدعي الأمراض النفسية يعيشون وسط مجتمعهم وأسرهم أشخاصا أسوياء وفي كامل استقرارهم النفسي ولا تبدو عليهم أي آثار للأمراض النفسية الخطيرة التي تثبت أحقيتهم في الحصول على إعانة الضمان الاجتماعي، وإنما استطاعوا الحصول على هذه التقارير الطبية النفسية عن طريق التحايل أو بواسطة موظفي أحد مستشفيات الصحة النفسية للوصول إلى الإعانة المالية. وأكد مصدر مسؤول بمكتب الضمان الاجتماعي بجازان ل«شمس» أن كل المتقدمين للضمان الاجتماعي ممن يحملون تقارير طبية مستحقون لإعانة مالية شهرية؛ لأن البعض منهم مريض بالفعل «ولكن هناك الكثير من الشباب من صغار السن المتقدمين للمكتب يحملون معهم تقارير لاحظ عليهم الباحثون الاجتماعيون عدم إصابتهم بأي مرض نفسي وللأسف الشديد أن المسؤولية تقع على عاتق مستشفيات الصحية النفسية التي لا تتعاون معنا بالشكل المطلوب، حيث تمنح تقارير طبية غير صحيحة لشباب صغار في السن موجهة لنا من أجل حصولهم على إعانة الضمان الاجتماعي» .