تحولت عدوى الفرحة غير الاعتيادية الخارجة عن المألوف التي اشتهر بها اللاعبون إلى مسؤولي الأندية، حيث انتقلت مشاهد الفرحة العارمة التي يعبر عنها اللاعبون بمشاهد فرح عن طريق إشارات الأيدي وتعبير الوجه وتقبيل الشعار وتوجيه قبلة للجمهور واحتضان مدربه وعمل الرقصات باختلاف أنواعها من المستطيل الأخضر إلى المنصة التي تبدو مسرحا للمشهد الواحد مختلف الأسباب، فهذا رئيس يهتف من أجل موازنة وذاك يحتفل بأهداف لاعب راهن عليه وآخر يبين للمتابع أن أفكاره وخططه لم تذهب سدى وقس على ذلك، المتابع للكرة المحلية يجد أن رؤساء الأندية السعودية حين تسلط الكاميرات أضواءها عليهم وهم يعملون الحركات الاحتفالية كأنهم يعبرون عن الإرهاق النفسي والبدني والذهني والمادي الذي يلحق بهم ودون شك الجماهير لم يعد يعجبون فقط بمشاهد فرحة اللاعبين بل إنهم باتوا يحفظون عن ظهر قلب حركات رؤساء أنديتهم التي تراوحت ما بين الصراخ والحركات ذات المشهد الواحد والحركات التي تختلف من مباراة إلى أخرى على حسب قيمة المباراة وهوية الخصم. شبيه الريح والبلطان في أغلب الأحيان تكون فرحة رؤساء الأندية الكبيرة اعتيادية ونستشهد برئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي عرف بهدوئه ومثاليته، حيث يعد من الرؤساء الذين تفاعلوا وطريقة تعبيره عن فرحته لا تخرج عن التصفيق بيديه وإن كان في المباريات الحساسة كالاتحاد ومباريات البطولة الآسيوية يخرج شبيه الريح عن المألوف بالتعبير عن فرحته حين ينهض من على كرسيه ليحتضن شقيقه الأمير عبدالله بن مساعد كردة فعل سريعة أو من هو بجانبه. وتبدو فرحة الأمير عبدالرحمن بالأهداف أو التفاعل مع أحداث المباراة تناقض فرحة الرئيس الهلالي السابق الأمير محمد بن فيصل الذي تعددت طرق احتفاله بالانتصارات لدرجة أن الجماهير ولا سيما الهلالية كانت تترقب احتفاليته واشتهر بأنه كان يطوف المستطيل الأخضر ويحيي الجماهير ويقبل الشال الأزرق علاوة على طريقته الشهيرة بعد أن يحقق فريقه الفوز على الرغم من الظروف التي صاحبت أحداث المباراة، حيث يتجه إلى المدرجات الزرقاء ويشير بإصبعه السبابة إلى مقدمة أنفه، وهذا يعكس الحصول على الفوز بعنوة أي - «فزنا رغم عنهم»-، وفي الجانب الشبابي لا يختلف خالد البلطان عن رئيس الهلال شبيه الريح في التعبير بفرحة الأهداف، حيث المتتبع لمشاهد فرحته يجدها لا تتغير إلا نادرا حيث يكتفي بالوقوف والتصفيق بيديه لكن مع أهداف المباريات الحساسة والجماهيرية يتفاعل ويبادل من يسجل الهدف للفريق الشبابي الفرحة بتوجيه التحية له والتلويح بإشارات كأنها هي سر التميز الشبابي. فرحة كحيلان يجمع أغلبية الجماهير بمختلف الميول على أن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي هو من جعل فرحة رؤساء الأندية محط الأنظار والاهتمام، حيث له تعبير خاص في الفرحة مختلف عن الرؤساء الآخرين إلى أن أصبحت طريقة فرحته بالأهداف تجد اهتماما من العدسات والكاميرات لرصدها والتقاطها. ومثلما يوظف بعض اللاعبين طريقة فرحته بالهدف لتوجيه رسالة سواء للجمهور أو للإعلام أو ما شابه ذلك فإن حركات الرئيس النصراوي الاحتفالية بالأهداف توحي للمتابع أنه يوجه رسائل خفية وغامضة يصعب تفسيرها أو فهمها وإن كانت تعابير الوجه كأنها تتحدث عن قوة العمل الذي يبذله وحجم الفكر الذي يحمله وروح التحدي الذي يقدمه. والتحدي يكمن في تعبيره عن فرحته حين يقبض على يده وتارة يرفعها إلى الأعلى وتارة إلى الإم وتارة إلى الأسفل وكأنها من خلال هذه الحركات يوجه برسائل إلى منتقديه، وليس هذا فحسب بل إنه يقوم بهز قبضة يده في إشارة إلى أننا – أي النصر – دخلنا مرحلة المنافسة والتحدي وفي بعض المباريات يرفع كحيلان كما يحب أن يناديه جمهوره علامة النصر. أفراح الساحل الغربي وفي الساحل الغربي لا تختلف طريقة حركات الرئيس الاتحادي والرئيس الأهلاوي، فالمهندس إبراهيم علوان سار على خطى رئيس الاتحاد السابق خالد المرزوقي إذ يعيش طوال دقائق المباراة في هدوئه ولكن الأهداف الاتحادية في اللقاءات الجماهيرية تخرجه عن المألوف إذ يقفز من على كرسيه ويطلق صرخة تلفت انتباه من يجلس بجانبه في الوقت الذي يطلق فرحة اعتيادية في بعض الأحيان وقد يكون السبب وراء ذلك كونه لم يدخل الأجواء الكروية الساخنة نظرا إلى أنها المرة الأولى التي يتسلم فيها دفة إدارة النادي. فيما الرئيس الأهلاوي المحبوب الأمير فهد بن خالد الذي على الرغم من أنه لم يتذوق طعم الانتصارات إلا أن الكاميرات التليفزيونية التقطت احتفاليته بالأهداف الأهلاوية إذ يضرب بكفه مع كف من بجانبه من أعضاء إدارته ابتهاجا بالهدف كما أنه في بعض المباريات يستخدم قبضة يده ويلوح بها إلى الجمهور الأهلاوي. وفي المنطقة الغربية ذاتها وعلى الرغم من حالته الصحية يخرج الرئيس جمال التونسي عن طوره مستخدما العصا في احتفاليته بالأهداف الوحداوية. الاحتضان فرحة قصيمية وعلى النقيض تماما يواصل الرئيس الاتفاقي المهندس عبدالعزيز الدوسري الهدوء وإطلاق فرحة عفوية بالأهداف الاتفاقية في الوقت الذي يجد رئيس الرائد فهد المطوع ورئيس التعاون محمد السراح لذة الفرحة الحقيقية بالأهداف القصيمية – إن جاز التعبير – في احتضان كل من بجانبهم وما إن يسمعوا صافرة الحكم معلنا فوز فريقهم إلا وتوجهوا إلى الجمهور ليشاركوهم الفرحة وقد تكون فرحة مثل هذه الأندية مبالغا فيها، ولكن نوجد لهم التبرير كون الأندية التي تصنف – متوسطة – تتوسع في فرحته. قد تكون فرحة رؤساء الأندية التي تصنف بالأندية الكبيرة في الدوري السعودي اعتيادية إذا ما تمت مقارنتها مع تفاعل وفرحة رؤساء الأندية المتوسطة، وبالتأكيد ذلك طبيعي كون الأندية الكبيرة وأصحاب المراكز الأولى على علاقة وطيدة مع الانتصارات والبطولات وإن خسرت مباراة أو بطولة حتما ستعوض ذلك في المسابقة الأخرى على عكس الأندية المتوسطة والتي لا تعيش الأفراح وتذوق طعم الانتصارات سوى في القليل وهذا ما يدفع المسؤولين عنها إلى التوسع في التعبير عن الفرحة، حيث إن هناك طرقا وحركات تعبيرية للفرحة قد تكون غريبة وطريفة ولكنها في الوقت نفسه متوقعة كون المناسبة تستحق ونستشهد برئيس الرائد السابق خالد السيف الذي دخل في فرحة هستيرية ببقاء الرائد في دوري الممتاز قبل عامين. الرؤساء ولفت الأنظار ما يخفى على الكثير هو أن هنالك رؤساء وبسبب قلة جماهير أنديتهم يصطحبون شخصيات غير معروفة في المجال الرياضي لحضور المباريات للفرجة والاحتفال معا في حالة تسجيل الأهداف أو الفوز ولاحظنا في مباريات جماهيرية وجود أشخاص يحتضنون الرؤساء وكأن الرئيس هو من سجل الهدف ما يؤكد أن هناك رؤساء يبحثون عن جذب الأنظار والكاميرات إليهم بدليل دعوتهم إلى أشخاص مجهولين من أجل احتضانهم ومشاركاتهم الفرحة. في الوقت الذي يستغل رؤساء الأندية الجماهيرية الجماهير الحاضرة في المنصة للمبالغة في الفرح لكي يجذبوا العدسات والكاميرات نحوهم .