يتواجد هذه الأيام في أستوديوهات القاهرة الملحن عبدالرب إدريس وذلك للإشراف على اللمسات الأخيرة لأوبريت «عرش بلقيس» الذي سيغنيه نخبة من نجوم الأغنية اليمنية في افتتاح دورة كأس الخليج بعدن في ال22 نوفمير الجاري يتقدم هؤلاء الفنانون: علي بن محمد، فؤاد الكبسي، رويدا رياض بمشاركة فنان العرب محمد عبده، وعلمت «شمس» أن الفنان اليمني محمد مرشد ناجي الشهير ب«المرشدي» قدم اعتذاره عن المشاركة وذلك بسبب ظروفه الصحية، وحصلنا على التأكيدات بغيابه رغم طرح اسمه في عدد من وسائل الإعلام، ويحتوي الأوبريت الذي كتب كلماته الشاعر عباس الديلمي على ست لوحات غنائية ويشارك به نحو 1500 من المجاميع والفرق الاستعراضية التي تجري هذه الأيام التحضيرات والبروفات النهائية على ملعب الافتتاح. ومر التحضير لأوبريت «عرش بلقيس» بعدد من المراحل التي كانت بإشراف صفوت الغشم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للمسرح والسينما لوضع الألحان والموسيقى التصويرية للعمل الفني الذي يشتمل على ست لوحات في تجربة إخراجية تشترك فيها مجموعة من الفنون: السينما والمسرح والرقص الشعبي والموسيقى والأغاني الشعبية والموروث والطقوس المأخوذة من الموروث الشعبي. ولأهمية التكنولوجيا الحديثة ودورها في عالم اليوم فقد شهد البرنامج الزمني لتنفيذ اللوحة عددا من المباحثات مع شركات خليجية لبنانية وفرنسية وصينية بشأن توفير التجهيزات الصوتية والضوئية الخاصة بمتطلبات العمل. وبناء على الأسماء المطروحة في الأوبريت نجد أن الفنانين اليمنيين المشاركين ينتمون إلى عدد من المدارس الفنية في اليمن حيث يحضر اللون الجنوبي بإيقاعات الدان الحضرمي مع الفنان علي بن محمد، فيما سيقدم فؤاد الكبسي الأغنية الصنعانية التي تحمل نكهة طربية أصيلة بأوزان خاصة بها، وسيكون فنان العرب هو الصوت الخليجي الوحيد في الأوبريت. وبحسب القائمين على الأوبريت فإنه سيكون مفاجأة غنائية سعيدة وتعبيرا صادقا من أبناء اليمن السعيد الذين يحتضنون بطولة كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخهم، حيث عملت في الفترة الماضية مجموعة كبيرة من اللجان التي ضمت «شعراء وأدباء ومثقفين» من أجل رسم سيناريوهات خاصة باللوحات الست التي طرزها الشاعر عباس الديلمي وعكس من خلال كلمات الأوبريت على فرحة أبناء اليمن بالعرس الفني الرياضي الذي يحتضنه بلدهم مع التركيز على عمق العلاقات التاريخية الأصيلة التي تجمع شعوب المنطقة مع تركيز ملحن العمل الدكتور عبدالرب إدريس على صب تجربته الفنية في المزج بين الألوان الخليجية واليمنية ورسم نهج معين للأوبريت مع احتفاظ اللوحات الغنائية بعبق المكان وروحه. من جانب آخر استغرب عدد من المتابعين غياب الفنان أبو بكر سالم وتجاهل حضوره في أوبريت «عرش بلقيس» رغم أنه أهم الأسماء التي أوصلت الأغنية اليمنية عربيا وكان وجوده سيمثل إضافة كبيرة في حفل الافتتاح، رغم أن التوقعات التي كانت تسبق التجهيزات المعلنة كانت تلمح إلى تواجده مع فنان العرب والفنان محمد مرشد ناجي معا في بعض اللوحات. ويعتبر حضور الفنان محمد عبده إلى صنعاء امتدادا لمشاركته السابقة في المناسبات التي لا يتأخر عن قبول الدعوة متى ما وجهت له، حيث شارك في احتفالات «مايو» عام 2004 وأطلق أغنيته الشهيرة «أحب صنعاء» والتي لقيت ترحابا كبيرا من الشارع الذي احتفى به وتمنى منه مواصلة الالتفاتة وإتمام تعاونات فنية مع نجوم الأغنية هناك. والمتابع للفضائيات اليمنية الحكومية والخاصة في الأيام الأخيرة يجد تفاعلا وحماسا غير مسبوق من قبل الشارع هناك الذي يعشق كرة القدم والفن ويحفظ أسماء نجوم الكرة العالمية والخليجية، وذلك سينعكس إيجابا على الحضور الجماهيري للبطولة، وسيبدد كثيرا من المخاوف التي يرسمها البعض حول تنظيم اليمن .