ينشغل خبراء الاقتصاد بسعي واشنطن إلى طباعة تريليون و200 مليون دولار، والانشغال هدفه إخفاض قيمة الدولار الشرائية، فيما يقابلها زيادة في التضخم، ونحن معنيون بهذه الأموال المطبوعة لأن الريال مرتبط بالدولار، وسبق أن أطلقت المؤسسات المالية والخبراء نداءات لمؤسسة النقد أن تبحث عن حل لمشكلة الارتباط، أو تعدل سعر الصرف أو تحرر الريال، لكن لا مجيب. وبما أن الدولار إذا تمت الطباعة الجديدة سيزداد ضعفا، فمن الأفضل البحث عن عملات أخرى، لكن خبراء العملات يقولون إن الأزمة المالية العالمية أضعفت مختلف العملات العالمية، ولهذا يمكن التفكير في الربط مع شيء آخر غير العملات العالمية، يمكن الربط بالذهب، لكن هناك من يقول إن سعره عال وفيه مخاطر كثيرة، وكذلك الأمر مع بقية المعادن، ولهذا يجب البحث عن سلعة لا تزال في طور الصعود، والربط بها يمثل فائدة، وهنا تبرز الطماطم التي شغلت السعوديين في الأسابيع الماضية بعد ارتفاع أسعارها!. وقد يكون هذا اقتراحا طريفا، لكن الطماطم لم تنخفض أسعارها، وصارت الحبة الواحدة بريال، ولهذا مع تقلبات أسعار العملات تقف الطماطم بثبات، وأسعارها مستقرة في الوقت الحاضر، ومن الممكن أن ترتفع، وربط الريال بالطماطم قد يكون حلا! فالدولار إذا ضعف فسيرتفع التضخم على المواطن، في حين إذا ارتفع سعر الطماطم كما هو متوقع فإن التضخم سينخفض!. السياسات المالية العالمية توضع ضمن خطط تراعي المصالح الخاصة لمصدرها، فطباعة المزيد من الدولارات فائدتها عائدة على الاقتصاد الأمريكي، فيما العائد على الدول المرتبطة بها ومنها المملكة سيكون سلبيا، وسبق لوسائل الإعلام أن خاضت في ربط الريال بالدولار، لكن لم يتغير شيء، ولم تطالعنا مؤسسة النقد إلا بفوائد الربط، أما السلبيات فكانت تتغافل عنها أو توجد لها تبريرا لا تقنع من يسوقها قبل أن تقنع المستهلك.