صدق من قال «العقل السليم في الجسم السليم».. تعبنا ونحن نهتف بها في المدارس منذ طابور الصباح، ولكن حينما تشرفنا «الفسحة»، تعال وانظر إلى الأهوال التي تباع في مقصف المدرسة، إذ تحاول جاهدا أن تجد صنفا واحدا فقط من الطعام المفيد، نصف صنف أو حتى «فتفوتة» من الأكل الصحي لكن بلا جدوى، إلى جانب أن نظام الفسحة لدينا أساسا سيئ فهو لا يتيح للطالب فرصة حتى لحك رأسه، فبينما يتصارع الطلبة على تحصيل لقمة عيشهم من الشيبس أو الشوكولاتة أو العلك فإذا بصافرة الحصص ترن، لذا فبدلا من أن يجد المدرسون ذاك الحماس المطلوب من تلاميذهم بعد الفطور، يجدونهم وكأنهم انتهوا للتو من مباراة الركبي أو كرة القدم الأمريكية. الحال نفسها في الجامعات، حتى الطبية منها، فطلابها لا يجدون الطعام الصحي متوافرا في ساحاتهم الجامعية، وفي الحقيقة أنا أخالف الأستاذ جعفر عباس في كون الكوارع أو الفول من مسببات الغباء العربي، فالكوارع تحتوي على مواد مفيدة للجهاز العضلي والعظمي وهي علاج سريع للتمزقات والخشونة المفصلية. أما الفول فهو يحتوي على بروتينات مهمة للبناء إلى جانب الفيتامينات التي يحتوي عليها والأملاح المعدنية المهمة، ومعروف أنه لحم الفقراء مما يغني عن تناول اللحوم ويزيد عليها فائدة، فأنا أفضل أن يتم بيع الفول في المدارس بدلا من «الجنك فود» ويتم ضرب عصفورين بحجر من ناحية توفير المال وتناول غذاء مفيد. وها نحن نرى أبناء مصر الشقيقة لا يقلون عن أبنائنا السعوديين في المدارس ذكاء وسرعة بديهة، وهم لا يزالون يقدسون نعمة الفول والطعمية، إلى جانب سهولة تناوله؛ حيث إنه لا يحتاج إلى مضغ رغم أنه كان يسبب لي إمساكا وتلبكا معويا، والسبب طبعا ليس الفول فهو مسالم جدا ولكن الخطأ من أمعائي أنا.. كما تقول أمي: «أمعاؤك خربانة وتحتاج إلى سمكرة!».