بعد مرور أسابيع على بداية العام الدراسي الجديد، أود أن أتطرق إلى بعض المشكلات التربوية التي يعاني التربويون استمرار وجودها، وتعانيها المدارس الحكومية أيضا، ولكي يكون عاما دراسيا ناجحا بإذن الله تعالى، يجب على القائمين على إدارات التربية والتعليم وإدارات المدارس مراعاة هذه الملاحظات التي سأذكرها بشيء من التفصيل. ضرورة العدل بين المدارس في توجيه المعلمين.. إذ إن بعض المدارس تمتع بميزات Vip فهي لديها فائض في المعلمين وبها آلات تصوير على أحدث طراز والصيانة متوافرة متى احتاجت، ولديها ميزانية تختلف عن بقية المدارس ومعلموها لا يتعدى نصابهم غالبا حاجز ال18 حصة في الأسبوع، مع أن تلك المدرسة مثل غيرها من المدارس تابعة لإدارة تعليمية واحدة ولوزارة واحدة، إذن الذي يجعل تلك المدرسة أو غيرها تتمتع بالمميزات عن بقية المدارس التي تصنف بالعادية جدا؟! بعض المطلعين على شيء من المستور، يعزون ذلك إلى حذاقة «وخلي بالك من الحذاقة!» مدير المدرسة الذي عادة يكون له نفوذ قوي في إدارة التربية والتعليم التابع لها، وبالتالي يحصل على كل ما يريد من تحديد معين ومسبق لعدد الطلاب بحيث لا يزيد الفصل الدراسي على 25 أو 30 طالبا فقط، بينما المدارس الأخرى العادية تئن من حاجتها إلى معلمين لسد العجز بها، فكل التخصصات تقريبا مضغوطة بما يزيد على 24 حصة، ويتم حشر الطلاب في الفصول حشرا ب 40 أو 45 طالبا في الفصل الواحد وغرفة المعلمين سيئة، لا فرش ولا مكاتب لائقة، وأحيانا بلا مكاتب من أصله، فالله لا يهينك أيها المعلم ابحث لك عن أي مكان واجلس!. وعن معاناة المعلمين في تدريسهم وتعليمهم فلا تسل أبدا، فنصابهم كامل غير منقوص لأغلب التخصصات، وقد يكون من بينهم كبار السن، ومن المفترض أن يقدر دورهم ويخفض نصابهم إكراما لهم ولما قدموه ولأنه «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا» أو كما جاء في الحديث، وليس من حقهم التذمر أو الشكوى، وإن أوصل أحدهم شكواه ومعاناته للصحافة، فالويل والثبور وعظائم الأمور تنتظره، فإن كان مفرغا أعيد النظر في تفريغه، وإن كان مكلفا أعيد النظر في تكليفه وأعطي نصابا كاملا، وإن طلب النقل الداخلي جمد طلبه، وإن سأل عن السبب، فيقال له على الفور: المصلحة العامة استوجبت ذلك! إضافة إلى أن جميع المعلمين يريدون من إدارات التربية والتعليم أن تحترم رغباتهم في النقل الداخلي بدلا من تجاهلها، ولذلك لا تعجب أبدا.. أبدا حينما تجد معلما في الشرق يوجه لمدرسة بالغرب والعكس صحيح. في اعتقادي أن زمن الوصاية انتهى، وعلى مسؤولي إدارات التربية والتعليم ومسؤولي شؤون المعلمين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وليعدلوا بين المعلمين في توجيههم، إضافة إلى ضرورة توفر المرونة في محاولة التنسيق بين رغبات المعلمين حتى يشعروا بمن يهتم بهم ويقدر عطاءهم، بدلا من صدهم حينما يأتونهم مستفسرين. لا أود أن أطيل في ذكر معاناة المدارس فهي أكبر من طرحها في مقال عابر، ولكن حسبي التذكير أننا إذا أردنا عاما دراسيا ناجحا، يجب على مسؤولي التربية أن يعوا ذلك جيدا وتتم معالجة كل تلك الأمور، وعدم التفرقة بين المدارس في العطايا والهبات، فكلها تتبع وزارة واحدة ماجد الحربي