تعتبر الحملات التوعوية التي أطلقتها إمارة منطقة مكةالمكرمة ومنها «الحج عبادة وسلوك حضاري» و«لا حج بلا تصريح» خير معين للعاملين في الحج والحجاج أنفسهم في استيعاب واجباتهم بصورة واضحة في إنجاح الموسم وتخفيف الضغوط التي تنتجها الحشود البشرية الكبيرة لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وهذه الحملات توضح المطلوب منهم من أجل القضاء على السلبيات التي تصاحب الحج من تسول وافتراش وتزاحم وغيره. وأطلقت إمارة منطقة مكةالمكرمة الحملات الإعلامية التوعوية منذ عام 1429ه بتوجيه من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وقد أسهمت منذ انطلاقها في نسختها الأولى عام 1429ه في الحد والتخفيف من العديد من الظواهر السلبية التي كانت ترصد خلال مواسم الحج كالافتراش والحج دون تصريح واستخدام المركبات غير النظامية، وذلك من خلال جملة من المحاور والخطط الاستراتيجية بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والقطاعات الأهلية. معالجات الحملات وركزت الحملات خلال الموسمين الماضيين على معالجة بعض الظواهر السلبية التي تحدث في مواسم الحج والعمرة، والقضاء عليها من خلال البرامج التوعوية، ومن هذه الظواهر ظاهرة الحج غير النظامي «الحج دون الحصول على تصريح» وذلك من خلال التحذير من ذلك والتنبيه إلى ضرورة الحصول على التصريح، وكذلك ظاهرة الاختناقات المرورية من خلال منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا من الدخول إلى المشاعر المقدسة الذي طبق من موسم الحج الماضي، والتحذير من مؤسسات الحج الوهمية من خلال التأكد عند التسجيل من حصول المؤسسة على تصريح لمزاولة نشاطها من قبل وزارة الحج، إضافة إلى معالجة ظاهرة الافتراش من خلال تخفيض الرسوم التي يدفعها الحاج للمؤسسة من خلال التنسيق مع وزارة الحج التي نظمت الحج المخفض وطبق خلال العام الماضي وسيتم هذا العام تطبيقه من قبل 30 مؤسسة وشركة بأسعار مخفضة. وفي موسم حج هذا العام تركز الحملة التي دشنها أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على أهمية السلوك الحضاري وكيفية استقبال الحاج والتعامل معه بسلوك حضاري واحترام المكان بهدف تأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام واحترام الإنسان من خلال التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر واحترام النظام بالالتزام التام بالأنظمة والتعليمات لكل من مقدمي الخدمة وضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج وكافة أفراد المجتمع. قداسة النسك ويوضح عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور ثامر الحربي أن «الحج ركن من أركان الإسلام فلابد أن يؤدى بطريقة حضارية باحترام حرمة المكان والزمان، كما يجب الاهتمام بنظافة المكان والاعتناء به، كذلك المسكن والحركة و النقل وعدم التدافع»، مشيرا إلى أن هذه الحملة تحمل في طياتها مفهوما سلوكيا مهما هو «قداسة العمل وقدسية المكان»، وتعمق في نفوس العاملين في خدمة ضيوف الرحمن عظم المسؤولية، كما تشيع في سماء القادمين إلى هذه البقعة المقدسة نبل الشعيرة وقداسة النسك». ويقول أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى وعضو جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي «لا شك أن شعار «الحج عبادة وسلوك حضاري» شعار جامع مانع، فالحج عبادة وهو الركن الخامس من الإسلام، وهو أعظم العبادات التي جمعت أعمال القلوب والبدن وعبادة الله بالنفقة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، والشعار من جزأين أولهما الحج عبادة، وهنا يتضح أن الحج له مناسك ومتطلبات، وفي جزء الشعار الثاني المتعلق بالسلوك الحضاري فإن التركيز يتعلق باحترام النظام والمسؤولية من المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام، فهذه الحملة سيكون لها أكبر الأثر في رفع الوعي لدى الجميع». ويضيف رئيس مكتب الخدمة الميدانية بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا المطوف محمد صدقة دمنهوري «الحج هو القصد والسلوك والأخلاق الحسنة، والحضارة هي الرقي والتقدم، فالمتأمل لهذه الكلمات يرى البعد الديني والأخلاقي والإنساني، وإذا حج المؤمنون بيت الله الحرام وكانت أخلاقهم حسنة وامتثلوا في كل ذلك النظام وابتغوا مرضات الله والتقرب إليه سبحانه وتعالى كان الحج مثالا في القدوة والأخلاق والنظام، وهذا أعلى مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية»