مع تطور التقنية وظهور ما بات يعرف بثورة المعلومات احتل الكتاب الإلكتروني مرتبة متقدمة على نظيره الورقي، حيث أصبحت نسبة من يقرؤون ورقيا 30 % و70 % إلكترونيا، وأصبحت توجد مواقع للقراءة الإلكترونية للصحف والكتب بشتى أنواعها، كما توجد مواقع لبيع الكتب ورقيا وإلكترونيا مثل موقع «أمازون» بلغت نسبة مبيعاتها للورقية 20 %، بينما 80 % للإلكترونية، وإضافة إلى ذلك ظهور الأجهزة التي بها تقنية التصفح للكتب والصحف بطريقة إبداعية كما لو أنه تصفح ورقي عن طريق ملامسة الشاشة مثل جهاز «الآي بود» ويتراوح سعره من 3900 إلى 6000 ريال، غير أنه تبقى لكل ميزاته وعيوبه مهما تطورت التقنية. يعرف الكتاب الإلكتروني بأنه «الكتاب الذي يمكن قراءته على الحاسب أو أي جهاز محمول باليد، ويتم توزيعه كملف واحد، ويأتي كعنصر كامل مكتمل بمعنى أنه ليس فصلا أو جزءا من كتاب أو سلسلة أو أنه لا يزال قيد الانتهاء، ويتراوح طوله بين 25 و400 ألف كلمة». ولهذا الكتاب فوائده العديدة بالنسبة إلى المؤلف منها أنه يمكن له نشره بنفسه وتوزيعه على موقع في شبكة الإنترنت أو وضعه على قرص بسعر زهيد، كما أنه لا يقبل الانتظار إذا أراد المؤلف نشره في الحال، وهو قابل للتغيير والتحديث بسهولة دون الحاجة إلى دورة طباعة أو البحث عن ناشر أو إلقاء الطبعة القديمة بعيدا والاستغناء عنها. وإلى جانب ذلك يزيد من ربحية المؤلف، مع احتفاظه بكافة حقوق الملكية الفكرية التي لا تنتهي، ومن عيوب الكتاب الإلكتروني من وجهة نظر القارئ أنه ربما لا يكون هناك توافق في البرمجيات والتنسيقات المختلفة، وأنه يحتاج إلى تغذية كهربائية، وقد تكون قراءته صعبة بالنسبة إلى بعض القراء، وقد تمنع طباعته ونسخ مقتطفات منه، وقد تكون أجهزة القراءة مرتفعة الثمن حاليا. ضعف النظر استشاري ضعاف البصر بالمستشفى التخصصي الدكتور موسى الزايد يرى أن القراءة عموما سواء كانت إلكترونية أو ورقية لساعات طويلة فيها إجهاد للعين، مما يسبب لها جفافا واحمرارا وحكة وصداعا ورهقا وضعف النظر، مضيفا «وتزيد نسبة ذلك لدى القراء الإلكترونيين، أما الورقيون فتكون أقل حدة، ولذلك ينصح أن تكون الجلسة ملائمة والإضاءة مناسبة»، مشيرا إلى أن الأكثر عرضة لأمراض العين بين السادسة إلى ال16، حيث يتعرضون لحالات قصر النظر لقضائهم ساعات طويلة أمام الشاشة. مشكلات عصبية ويتحدث الاستشاري النفسي والعصبي الدكتور أحمد المصطفى عن مدى الإدراك والاستيعاب للقراء من الطرفين «ذلك بنفس العملية الإدراكية، والاستيعاب على حسب القارئ، وهذا بالنسبة إلى من لا يعانون مشكلات عصبية، أما غير ذلك فمنهم من يواجهون صعوبات في جهازهم العصبي وأمراض متعلقة بالبصر، كما أن القراءة لوقت طويل لا تصلح لمن يعانون مرض الصرع لتجنب وقوع نوبة صرعية، وينصح مراعاة الإضاءة المناسبة والجلسة الصحية عموما للقراء من الطرفين». في المتاحف ولكن هل يحتمل الاستغناء عن القراءة الورقية في يوم من الأيام؟ يجيب هادي الصحابي «من الممكن أن تكون أغلبية القراء إلكترونيين، ولكن ستكون هناك فئة يتملكها حب التصفح الورقي بحكم العادة، وربما لم يدخل كثيرون إطار الثورة المعلوماتية». غير أن عبدالكريم الرشيدي يصدر حكما مطلقا بانتهاء العصر الورقي «من الممكن أن يأتي يوم من الأيام، ونرى الكتب أو الصحف الورقية في المتاحف فقط».