عادت مظاهر افتراش الباعة الجائلين حول مساكن الحجاج والمنطقة المركزية في مكة إلى الظهور بكثافة هذه الأيام، خاصة باعة الأطعمة، تزامنا مع توافد أعداد كبيرة من الحجاج من مختلف أنحاء العالم استعدادا لبدء موسم الحج؛ وهو الأمر الذي تخشى معه الجهات الصحية المختصة من انتشار الأمراض بين الحجاج خاصة حالات التسمم الغذائي، حيث تباع تلك الأطعمة في العراء وتتعرض للأتربة وعوادم السيارات والحشرات، كما أن مكان تجهيزها مجهول وهو ما يزيد من خطورتها. ويستغل باعة الأطعمة تفضيل كثير من الحجاج تناول الأطعمة الخاصة فيسارعون إلى توفيرها بكميات كبيرة وبأسعار تنافس أسعار المطاعم وجلبها إلى أماكن إقامتهم بشكل يغري الحجاج بشرائها. وطالب كل من عمر عبدالله وناصر سرحان الجهات المختصة في أمانة العاصمة المقدسة بزيادة فرقها التفتيشية لمراقبة الأسواق وطرد الباعة خاصة المتواجدين قرب أماكن سكن الحجاج: «ما يقدمه الباعة من أطعمة مكشوفة يعد عاملا خطيرا في إصابة الحجاج بحالات التسمم الغذائي والنزلات المعوية فتلك الأطعمة تفتقر للحد الأدنى من الاشتراطات الصحية، وبالتالي فإن احتمالية تلوثها بالميكروبات يظل كبيرا جدا». من جهته أكد مدير صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد فوتاوي أن هناك جولات ميدانية يومية لمتابعة الباعة الجائلين ومصادرة ما معهم من أطعمة وبضائع وذلك من أجل الحفاظ على الصحة العامة. إلى ذلك نصح مدير مكافحة العدوى بمستشفى علوي تونسي بمكةالمكرمة الدكتور أسامة عبدالجواد الحجاج وغيرهم بتجنب تناول تلك الأطعمة نهائيا خوفا من إصابتهم بالأمراض. مشيرا إلى أن تلك الأطعمة تسبب التسمم الغذائي وهو مجموعة من الأمراض الحادة الخطيرة التي قد يصاب الإنسان بأحدها وهي تتفاوت في أعراضها وتختلف في طرق علاج كل منها تبعا للسبب الذي أدى إلى الإصابة بها، وتعتبر حالات التسمم الغذائي من الحالات المرضية الشائعة، بين المُقيمين وبين المسافرين. وأوضح أن المضاعفات الصحية لحالات التسمم تلك يُمكن أن تكون مزعجة أو مؤذية بشكل قد يصل إلى تهديد سلامة الحياة أو سلامة عدة أعضاء في الجسم، وخاصة التسمم الغذائي الجرثومي Microbial food poisoning»، وهذا هو أكثر أنواع التسمم الغذائي شيوعا وأشهرها. وذكر أن معظم تلك الملوثات التي تصيب الأطعمة تحدث أثناء إعداد الطعام وتجهيزه للتناول المباشر، كالطهي والوضع في الآنية أو الأطباق وغيرها، أو بقاء الطعام مدة أكثر من اللازم خارج الثلاجة؛ ما يسبب تحلل أجزائه، فيصبح ساما، على الرغم من انعدام الرائحة الكريهة التي لا تحدث إلا من تقدم الفساد، أو تلوث الطعام المحفوظ في العلب نتيجة لعدم التعقيم الكافي وقت صنعها أو تناولها بعد مضي تاريخ الاستخدام أو حالات الغش التجاري من تغيير تاريخ انتهاء المدة واستبداله بتاريخ آخر غير صحيح، أو وضع الطعام في أوعية نحاسية فاسدة فيختلط الطعام بأملاح النحاس ويكون سببا للتسمم، أو التسمم بالرصاص، وينتج من وضع الطعام في أوراق الجرائد أو وضعها على الجرائد بعد القلي لامتصاص الزيت، فتختلط بمادة الرصاص الموجودة في حبر الطباعة .