أكد المستشار المتخصص في نظم إدارة الوثائق والمحتوى المهندس عبدالعزيز قابل، أن موظف الأرشيف «سجين» لا يبحث عن الهرب، وإنما عن زيادة كمية الأوراق لكي يكبر منصبه ويحتاج إلى مساعدين ليترقى في وظيفته. وأوضح في ورقة العمل التي قدمها في دورة الأرشفة الإلكترونية الخاصة بالكوادر الإدارية للنيابات العامة وهيئات التحقيق والادعاء العام بدول مجلس التعاون الخليجي بعنوان «سجن من ورق» في فندق نوفيتيل العنود بالرياض أمس، أن موظف الأرشيف كلما زادت الأوراق الموجودة حوله كبر منصبه واحتاج إلى مساعدين للترقي: «الأرشيف سجن بلا أسوار ولا حراس ولا زنزانات حديدية ولا أسلاك شائكة، ونحن سجناء في سجن من ورق لن نستطيع أن نحيا رسميا إلا بالورق»، مشيرا إلى أن الورق ليس له قيمة، «لو بدأنا نقحم أبناءنا اليوم في السجن الذي نحن نعيش فيه فسيفكرون بنفس الطريقة». وتطرق قابل إلى ثورة التقنية في عملية التوقيع «في وقت ما كنت أعمل مهندسا في مصفاة البترول وعددنا نحو 800 موظف، وأحد موظفي الإدارة المالية يوقع كل شهر 800 شيك، وفي يوم من الأيام تغيب عن العمل فأرسل له رئيس المصفاة جميع الشيكات لكي يوقعها، فحاولنا إيجاد تقنية تحل هذه المشكلة «التوقيع» ومن خلال البحث وجدنا حلا بأننا نطبع الشيكات على الكمبيوتر وظللنا في حيرة التوقيع فأحضرنا ماكينة كبيرة تمرر عليها الشيكات فتوقع»، مؤكدا أهمية الاستفادة من التقنية، لافتا إلى أن الرواتب اليوم ترسل إلكترونيا. وضرب مثالا عن التقنية قائلا «لدي ابن عندما أراد استخراج رخصة قيادة قدم أوراقه وبطاقة الأحوال المدنية لإدارة المرور، فقالوا له هذه بطاقة قديمة وأنت شاب وتعيش في عصر التقنية القديمة، اليوم هناك بطاقة اسمها البطاقة الذكية تحتوي على شريحة بها معلوماتك الشخصية كاملة، فذهب الولد واستخرج البطاقة الذكية وفرح بأنه عايش التقنية ثم استخرج رخصة القيادة»، مطالبا بإخراج الجيل القادم من هذا السجن. وسأل قابل الحاضرين «من يحمل قلما؟ فوجد الجميع يحمل قلما في جيبه»، فقال «ما فائدة دورة الأرشفة وكل منا يحمل قلما في جيبه؟ فالقلم هو الجاهزية الورقية، حيث إن أي ورقة موضوعة يستطيع الجميع الكتابة عليها، وأنا واحد منكم اشتكي مشكلة جيل كامل خلقنا في الورق وسنموت في الورق ولكن مطلوب منا أن ننظر للمستقبل ونعمل من أجله». من جهة أخرى، أكد المدير العام للتطوير الإداري بهيئة التحقيق والادعاء العام الدكتور خميس الغامدي، حرص الهيئة على عقد المؤتمرات العلمية في المجال الجنائي والالتقاء بالعلماء والخبراء على مستوى العالم لتحقق مفهوم التطوير العلمي والفني للعمل القضائي الجنائي، مبينا اللقاء حلقة ضمن سلسلة طويلة ممتدة، لن تألو الهيئة أي جهد في سبيل امتدادها رغبة في سعة المعرفة وتعميق الخبرة وتحفيز المهارة .