«عبادي زبادي - X5 - دكان عبدو» أسماء ترمز إلى شخص واحد وهو الشاب عبدالله حامد، فنان الجرافيتي الذي ترك بصماته على جداريات مدينة جدة، فمرة كان «يشخبط» وأكثر وقته كان يحرص على تقديم فن الجرافيتي الذي يجهله الناس فيصفونه بالمخرب. ويؤكد عبادي أنه لم يكن يقصد الإساءة، إنما عدم القدرة على ممارسة موهبة الرسم على الجدران وعدم تفهم المجتمع لطبيعة هذا الفن جعلهم يستغنون عن الرسم واستبدالها بالتوقيع المشهور لشعار ««X5. اكتشاف الموهبة عادة ما يتم مبكرا بحسب القدرات الخاصة، عن ذلك يوضح عبادي «اكتشفت هذه الموهبة في نفسي مبكرا، فبدأت الرسم داخل البيت وعلى بعض ال «تي شيرتات» الخاصة بي، فنالت هذه الأعمال إعجاب البعض فأردنا أن يتعرف علينا الآخرون فانطلقنا نرسم على الجدران، ليس لأجل الشخبطة، كما يظنون، إنما لأجل إبراز إبداعاتنا كشباب، فلم تلق أعمالنا ترحيبا جيدا فصرنا لا نستطيع الرسم بشكل كامل، فاضطررنا لكتابة اسم المجموعة على بعض الجدران وبحركة سريعة جدا حتى لا يلتقطنا بعض المارة فيحدثون لنا المشكلات». ويضيف معترفا «كنا نعلم يقينا أن ما نقوم به غير صحيح، إلا أن التهميش والتوبيخ الذي كنا نشعر به من الناس جعل فورة الشباب عندنا تتحرك فكنا نحاول أن نكتب على الجدار ما نستطيع كتابته ومغادرة المكان على الفور حتى أصبح اسم «X5» يملأ المكان وسمع به كثير من الناس ولم تتجاوز هذه الفترة سوى تسعة أشهر تقريبا حتى تمكنا من تعديل أخطائنا بمسح هذه الكتابات من الجدران». وعود السراب كان عبادي يختار وقتا لا يتواجد فيه الناس، فاختار مع زملائه منتصف الليل موعدا مناسبا لمغامراتهم، إضافة إلى يومي الأربعاء والخميس المناسبين للمجوعة ككل «أغلب الرسومات ليست تخريبية إنما كانت تعبر عن الأحداث التي تدور من حولنا، فمثلا مناسبة رمضان أو اليوم الوطني أو غيرها فكنا نحرص على كتابة بعض العبارات التي تناسب الحدث، هناك فرق بين فن الرسم والشخبطة وهي عبارة عن عبارات عشوائية، ذكريات مثلا، لكن فن الرسم يختلف تماما عن غيره، فالرسومات التي كنا نحاول رسمها كانت تضفي على المكان جمالية باختلاف الشخبطة». وشكا عبادي من وعود أمانة جدة التي أوهمتهم بإيجاد جداريات خاصة بالرسوم «وعدتنا الأمانة ب 55 جدارية في مدينة جدة قبل ثلاثة أعوام مضت، ولم ينفذ منها حتى الآن سوى جداريتين فقط ومهملة أيضا، كما وعدونا بتجديد الجداريتين إلا أنها تبقى وعود لا مساحة لها من التنفيذ، فقررت الاعتماد على نفسي أكثر من انتظار وعود لا وجود لها على أرض الواقع، فإذا لم تف الأمانة بوعودها فلن أنتظرها، ولله الحمد اعتمادي على نفسي ووقوف زملائي معي استطعنا أن نصنع لأنفسنا مكانة في المجتمع وننتظر اليوم الموعود لافتتاح مشروعنا الخاص». وأوضح عبادي أن «من ضمن الوعود التي وعدتنا بها أمانة جدة ابتعاثنا إلى خارج البلاد لتلقي دورات تطويرية في نفس المجال وتصدر هذا الموضوع صفحات الجرائد المحلية، وبدأ البعض يحسدنا على هذه الوعود التي لم ينفذ منها حتى الآن وعد واحد». دكان عبدو وأوضح عبادي أن المجتمع بدأ يستوعب فن الجرافيتي ويحترمه كفن، خصوصا بعد أن رأوا كثيرا من النماذج في الأسواق أو المتنزهات أو عبر بعض الشركات، كما أن البعض أصبح يقدم مسابقات سنوية في مجال الجرافيتي، وبدأ ينتشر في جميع أرجاء المملكة، لافتا إلى أن هذه الفعاليات كلها لم تكن متوافرة في السابق، ولو كانت موجودة لما وصلنا إلى الحال الذي وصلنا إليه سابقا. وأشار إلى أن موقع «فيس بوك» هو التجمع الرئيسي لأعضاء «X5» وجميع فناني الجرافيتي، حيث نتبادل هناك الخبرات والانتقادات البناءة لبعض الأعمال، كما ننظم مسابقات على مستوى الأعضاء كأفضل رسمة وعبارة، وهذه أسهمت في تطوير موهبتنا، كما أن بعض مقاطع الفيديو موجودة على موقع «يوتيوب» تشرح كيفية عمل الرسومات خطوة بخطوة. وقد تأمل عبادي في حاله والموهبة التي يحملها فوجد أن بإمكانه تحويلها إلى مشروع تجاري يستفيد منه ماديا، خصوصا أنه اكتشف أن كل الوعود تلاشت مع مرور الزمن، وبدأت الفكرة عندما كان يرسم على بعض الملابس الخاصة به، خصوصا عندما كانت تأتي مناسبة معينة فكان يتفاعل معها بكتابة عبارة أو رسمة تعبيرا عن هذه المناسبة، ففتح مجموعة على موقع «فيس بوك» تحت اسم «دكان عبدو» X5 GRAFFITI وجاء تفضيله لاسم «دكان» على غيره لأنه من الضروري أن يعتز الإنسان بالتراث والأصالة التي تذكرنا بالماضي الجميل، كما أن المحل سيشمل العديد من المنتوجات اليدوية لذلك اختار اسم دكان ليكون أشمل، ويستعد لافتتاحه مطلع العام المقبل .